ولما كان ذات مساء في روان، مرت في خاطره فكرة (تقيل) زوجته التي لم يرها منذ أسبوع، فاستقل القاطرة التي تسير في الساعة التاسعة لتوصله نصف الليل إلى بيته.
كان يحمل مفتاح الباب. فدخل بدون أن يحدث أية حركة. دخل، تدغدغه النشوة، ويسعده أن يطلع على زوجته بغتة بهذه المفاجأة الحلوة. - إنها مزعجة. لقد أغلقت على نفسها الباب كأنها سجينة. عند ذاك صرخ: جانيت، هذا أنا.
ويظهر أنه انتابها ذعر شديد، لأنه سمع صوت قفزتها عن سريرها وهي تحدث نفسها كأنها في حلم. وبعد ذاك ركضت إلى غرفة الزينة ففتحتها وأغلقتها، ثم دخلت غرفتها وخرجت منها عدة مرات راكضة، حافية القدمين، مصطدمة بالأثاث الذي كان يسمع له قرقعة.
وأخيرا قالت له: هذا أنت يا ألكسندر؟!!
فأجابها: نعم. نعم. هذا أنا افتحي الباب.
وفتح الباب. فارتمت زوجته على صدره وهي تتمتم: يا الله. يا لفرحي وسروري. ما هذه المفاجأة؟!
وبعد ذاك أخذ ينزع ملابسه بانتظام تماما كما كان يفعل سابقا. وعندما حاول أخذ معطفه عن الكرسي الذي كان يعلقه عادة في مدخل البيت، اعترته دهشة كبيرة: إن العروة كانت مزينة بشارة حمراء. عند ذاك تمتم: هذا المعطف يحمل وساما!
وبقفزة واحدة ارتمت عليه زوجته وانتزعت منه المعطف قائلة: لا تنخدع. أعطني إياه.
ولكنه ظل ممسكا بأحد كمي المعطف وهو يردد مضطربا: ولكن كيف تفسرين ذلك. لمن هذا المعطف؟ إنه ليس لي لأن معطفي ليس فيه شارة وسام جوقة الشرف.
وحاولت جاهدة انتزاعه منه وقالت وهي ذاهلة: اسمع. اسمع. أعطني إياه. إنه سر لا يمكن البوح به الآن. اسمع.
অজানা পৃষ্ঠা