شكرت «هادية» على وقتها، واعتذرت لها عن الزيارة بدون موعد مسبق، وتركت عندها رقم هاتفي على أمل أن تعاود «هبة» الاتصال بي في يوم ما.
وطوال طريق عودتي كنت أقود شارد الذهن، حتى كدت أدهس أحد المشاة العابرين للطريق في غمرة شرودي. «حمااااااااار.»
لوحت له بيدي معتذرا بينما أنطلق، بينما هو يبحث في الأرض بجنون عن بعض الطوب - على الأرجح - ليقذفني به.
شيء ما خاطئ.
شيء ما خاطئ.
فإذن بلغت به الهشاشة النفسية حدا جعله ينهي حياته من أجل زواج الفتاة التي أحبها. يبدو أن النفس البشرية أكثر تعقيدا مما أظن فعلا.
لا يوجد ضوابط، ولا يمكنك توقع أي شيء.
لقد رآه بعض الشهود، وهو يرمي بنفسه من على جسر المنشية في الثالثة صباحا، ما يطابق الزمن التقديري لوقت الوفاة.
منذ أيام تتردد في ذهني بطريقة وسواسية.
يبدو كل شيء منطقيا الآن، لكن ظل هناك ذلك الهاجس الملح داخلي يردد بصوت خافت وبإصرار أن هنالك شيئا ما خاطئا.
অজানা পৃষ্ঠা