قال نيل بلطف: «لن أفعل هذا ثانية. لكن ماذا لو أطعمهما بواقي فاسدة من رقائق رايس كريسبيز.»
لم نكن نرى أبانا في بادئ الأمر على الإطلاق، وبعد انقضاء عيد الميلاد وضعنا خطة لرؤيته في أيام السبت، ودائما ما كانت أمي تسألنا، بعد أن نزوره، إن كنا قد أمضينا وقتا طيبا معه أم لا، وكنت أرد بالإيجاب دائما، وكنت أعني ذلك حقا؛ لأنه في اعتقادي إذا ما ذهب المرء لمشاهدة أحد الأفلام، أو التطلع إلى بحيرة هورون، أو تناول طعامه في أحد المطاعم، فهذا كان يعني أنه قد أمضى وقتا طيبا بالفعل. وكانت كارو ترد بالإيجاب أيضا، لكن بنبرة كانت توحي بأنه ليس من شأن أمي التدخل في ذلك. ثم حدث أن أمضى أبي عطلة الشتاء في كوبا (وقد علقت أمي على ذلك ببعض الدهشة، وربما بعض الاستحسان)، لكنه عاد وهو يعاني من نوع من الأنفلونزا يحتاج وقتا طويلا في الشفاء منه؛ مما أدى إلى انقطاع زيارتنا له، وكان من المفترض أن نستأنفها في فصل الربيع، لكن لم يحدث ذلك حتى الآن.
وبعد أن أغلق التليفزيون، أرسلتني أمي أنا وكارو إلى الخارج كي نلهو قليلا، كما تقول، ونتنسم بعضا من الهواء العليل. وأخذنا معنا الكلبة.
وكان أول شيء فعلناه عندما خرجنا من المنزل هو حل تلك الأوشحة التي كانت تلفها أمي حول أعناقنا وسحبها خلفنا. (في الواقع، كانت أمي كلما تقدمت في حملها، ازداد ميلها للتصرف كأم تقليدية، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالأوشحة التي لا نحتاجها، أو بتناول وجباتنا بنحو منتظم، بالرغم من أننا ربما لم نكن نربط بين الأمرين؛ فلم يعد هناك ميل كبير نحو التصرفات الغريبة كما كان الأمر في الخريف.) وسألتني كارو عما أريد أن أفعله، وأجبتها بأني لا أدري. كان ذلك بمنزلة سؤال شكلي من جانبها، ولكنها كانت إجابة صادقة من جانبي. وعلى أية حال، جعلنا الكلبة تقودنا، وكان اقتراح بليتزي هو الذهاب وإلقاء نظرة على الحفرة. كانت الريح تجعل الماء تضطرب لتكون أمواجا صغيرة، وسرعان ما شعرنا بالبرد؛ لذا أعدنا ربط الأوشحة حول أعناقنا.
لا أدري كم مر من الوقت ونحن نتجول حول حافة الماء، ونحن نعلم أنه لن يكون بإمكان أحد أن يرانا من منزلنا المتنقل، وبعد فترة أدركت أنني تلقيت بعض الأوامر بهذا الشأن.
فكان علي أنا أعود إلى المنزل المتنقل وأخبر أمي ونيل بشيء.
أخبرهما بأن الكلبة سقطت في الماء.
أن الكلبة سقطت في الماء، وأن كارو كانت تخشى أن تغرق.
بليتزي ... تغرق.
تغرق .
অজানা পৃষ্ঠা