قالت له: «إنني أساعد المرضى - أعني مرضى السرطان - على القيام ببعض التمرينات ليروحوا عن أنفسهم، وذلك إن كانت حالتهم تسمح بذلك.»
قال إنه يعتقد أنها فكرة جيدة. «إنها رائعة، أعني بالنسبة إلي أيضا. إنني أفضل الآن على نحو كبير، لكن الأمور تتقافز إلى ذهني في بعض الأحيان؛ أعني خاصة وقت تناول العشاء، فهذا هو الوقت الذي يمكن أن تنتاب فيه المرء مشاعر غريبة.»
لاحظت أنه لم يفهم ما كانت تتحدث عنه، وكانت على استعداد - وربما متلهفة - لأن تشرح له. «أعني دون وجود الطفلين وكل شيء. ألم تعلم أن أباهما قد انتزعهما مني؟»
قال: «نعم.» «أوه، حسنا، لأنهم في واقع الأمر اعتقدوا أن أمه يمكن أن تعتني بهما. إنه في مصحة لعلاج مدمني الكحوليات، لكن لم يكن الحكم ليكون كذلك لولا أمه.»
أخذت تتنشق وانهمرت الدموع من عينيها بغير اكتراث تقريبا. «لا داعي للشعور بالحرج؛ فالأمر ليس سيئا كما يبدو، فأنا أبكي بصورة تلقائية. إن البكاء ليس سيئا بالنسبة إليك أيضا ما دمت لا تفعله على نحو منتظم بحيث يعرف عنك ذلك.»
إن الرجل الذي في المصحة كان هو عازف الساكسفون. لكن ماذا عن القس، وماذا كان يجري هناك؟
قالت كما لو كان قد سألها بصوت عال عن ذلك: «أوه، كارل. كان ما حدث بيننا وكل ما هو متعلق به غريبا. لا بد وأني قد جننت حينها.»
وأكملت حديثها قائلة: «تزوج كارل ثانية، وهذا جعله في حالة أفضل. أعني أن ذلك ساعده على أن يتجاوز كل ما فعله معي. إنه لشيء مثير للضحك. لقد ذهب وتزوج من قسيسة. لا بد أنك تعلم أنهم يسمحون الآن بأن تكون السيدات قسيسات، أليس كذلك؟ حسنا، إنها واحدة منهن. إذن فهو في وضع يشبه وضع زوجة القس. أعتقد أن هذا أمر سخيف.»
جفت دموعها الآن وابتسمت. كان يعلم أن هناك أشياء كثيرة أخرى ستحدث، لكنه لم يستطع أن يخمن ما يمكن أن تكون. «لا بد أنك متواجد هنا منذ فترة طويلة. هل لديك مكان خاص بك تقيم فيه؟» «نعم.» «هل تعد العشاء بنفسك وتقوم بكل الأمور الأخرى المشابهة؟»
أجابها بأن هذا هو الحال. «إنني أستطيع القيام بذلك بدلا منك بين الحين والآخر. هل تبدو هذه فكرة جيدة؟»
অজানা পৃষ্ঠা