راحوا يلوحون بشدة عندما شرع القطار في التحرك، ثم اصطحب هو وجريتا كاتي مرة أخرى إلى مقصورتها حيث غطت الطفلة في النوم بينهما؛ فقد تبعت من اللعب والقفز، فراحت في النوم. فتحا ستارة المقصورة لإدخال بعض الهواء، ولم تعد هناك خطورة الآن من أن تسقط الطفلة من النافذة.
قال جريج: «إنه لشيء رائع أن يكون لدى المرء طفل.» كانت تلك كلمة جديدة أخرى في ذلك الوقت، أو على الأقل جديدة بالنسبة إلى جريتا.
قالت: «هذا شيء معتاد.» «إنك هادئة جدا. الشيء التالي الذي ستقولينه: «إن هذا شأن الحياة».»
قالت: «لا، لن أفعل.» وظلت تحدق في عينيه حتى هز رأسه وضحك.
أخبرها بأنه دخل مجال التمثيل بسبب ديانته، فعائلته كانت تنتمي لإحدى الطوائف المسيحية التي لم تسمع بها جريتا من قبل. ولم تكن تلك الطائفة وافرة العدد لكنها كانت ثرية جدا، أو على الأقل بعض أفرادها كذلك؛ فبنوا كنيسة وألحقوا بها مسرحا، وذلك في إحدى البلدات الواقعة في منطقة البراري؛ ومن هنا بدأ التمثيل قبل أن يبلغ العاشرة من العمر. كانوا يعرضون قصصا ومواعظ من الكتاب المقدس، ومن الحاضر أيضا، بشأن الأشياء المروعة التي تقع للأشخاص الذين لا يؤمنون بتعاليم الطائفة. كانت عائلته فخورة جدا به، وكذا كان هو الآخر فخورا بنفسه؛ فلم يكن يحلم بأن يقص عليهم كل ما يجري عندما يأتي المؤمنون من الطائفة من الأثرياء لتجديد إيمانهم، ويحصلون على عزم جديد في حضرتهم. على أية حال، كان يروق له كل ذلك الاستحسان، وقد أحب التمثيل.
استمر الأمر على هذا الوضع حتى أتى اليوم الذي واتته فكرة التمثيل خارج نطاق الكنيسة وتعاليمها، وحاول أن يعرض فكرته بهدوء وأدب، لكنهم قالوا له بأن الشيطان قد سيطر على عقله؛ فقال ساخرا إنه يعلم من الذي تمكن منه الشيطان.
ثم رحل مودعا.
قال: «لا أريدك أن تعتقدي أن كل ما في هذا الدين سيئ، فأنا ما زلت أومن بالصلاة وبكل شيء، لكني لا أستطيع أن أخبر عائلتي بما أفعله؛ فأي شيء يعلمونه بشأني قد يقضي عليهم. هل تعرفين أناسا كهؤلاء؟»
أخبرته أنها حينما انتقلت هي وبيتر لأول مرة إلى فانكوفر، اتصلت جدتها التي كانت تعيش في أونتاريو بكاهن في إحدى الكنائس هناك كانت تعرفه، وطلبت منه الذهاب لمنزل جريتا، فلبى دعوة جدتها، لكن جريتا قابلته بنوع من التكبر والغطرسة. قال إنه سيصلي من أجلها، فأوضحت له دون أن تنطق بأي كلمة بأن عليه ألا يهتم بشأنها. كانت جدتها تحتضر في ذلك الوقت. شعرت جريتا بالخزي، وكانت تشعر بالغضب حيال هذا الشعور بالخزي كلما فكرت في هذا الأمر.
لم يتفهم بيتر مثل هذه الأمور؛ فلم تذهب أمه مطلقا إلى أية كنيسة، على الرغم من أن أحد أسباب هروبها به وهو صغير عبر الجبال ربما يكون أن يصبحا كاثوليكيين. كان يقول إن الكاثوليك ربما يتمتعون ببعض المزايا؛ فبمقدورك تقليل المخاطر، حتى الموت.
অজানা পৃষ্ঠা