شعر جاكسون أنه يجب عليه أن يعبر عن أسفه. «أوه، لا بأس. إنه أمر حتمي، ومن حسن الحظ أنه لم يحدث في فصل الشتاء.»
قدمت له عصيدة الشوفان، وصبت له بعضا من الشاي. «هل تريده ثقيلا؟ أعني الشاي.»
هز رأسه بالموافقة وفمه ممتلئ بالطعام. «إنني لا أقتصد على الإطلاق عند وضع الشاي. إن كان الاقتصاد في ذلك، فلم لا نحتسي الماء المغلي إذن؟ لقد نفد أو توقف كل شيء بالفعل لدينا عندما ساءت أحوال الطقس في الشتاء الماضي؛ فلقد نفد الماء وتعطل الراديو، ونضب الشاي. لقد كان لدي حبل عند الباب الخلفي لكي أتشبث به عندما أخرج للحلب، وكنت سأصطحب مارجريت روز إلى المطبخ الخلفي ، لكني أدركت أنها قد تشعر بالانزعاج الشديد من جراء العاصفة ولم أكن لأقوى على الإمساك بها. على أية حال، لقد تخطت الأمر، وتخطيناه جميعا.»
سألها عندما وجد مساحة للحديث: هل هناك أي أقزام في الجوار؟ «لم ألحظ ذلك.» «الأشخاص القصار الذين كانوا يركبون عربة صغيرة؟» «أوه، هل كانوا يغنون؟ لا بد أنهم أولاد المينوناتيين الصغار. إنهم يقودون عربتهم إلى الكنيسة وينشدون طوال الطريق، أما الفتيات فعليهن أن يذهبن في عربات أخرى مع آبائهن الذين يدعون الصبية يستقلون العربة الصغيرة.» «لقد بدوا وكأنهم لم يروني مطلقا.» «إنهم لم يفعلوا. لقد اعتدت أن أقول لأمي إننا نحيا على الطريق القويم لأننا كنا مثل المينوناتيين تماما؛ الحصان والعربة القديمة وشرب اللبن غير مبستر. والاختلاف الوحيد هو أنه لا أحد منا يمكنه الغناء.»
وأضافت: «عندما توفيت أمي أحضروا الكثير من الطعام الذي ظللت أتناوله لأسابيع. لا بد أنهم اعتقدوا أنه ستكون هناك حفلة تأبين قبل الدفن أو نحو ذلك. إنني محظوظة لأنهم يعيشون بجواري، لكني حدثت نفسي قائلة إنهم أيضا محظوظون لأنه من المفترض أنهم يمارسون العمل الخيري، وها أنا ذا تقريبا أقطن بالقرب من عتبة دارهم وسبب للعمل الخيري.»
عرض أن يدفع لها حينما ينتهي من الأكل، ولكنها رفضت أن تأخذ نقوده.
لكنها قالت إنها تطلب منه شيئا واحدا، وهو إن كان بمقدوره أن يصلح لها حاوية علف الحصان قبل أن يمضي.
كان هذا في الواقع يعني صنع حاوية جديدة، ومن أجل أن يفعل ذلك كان عليه أن يبحث عن المواد أو الأدوات التي كان يحتاجها ويمكن أن يجدها. وقد استغرق ذلك اليوم بأكمله، وقدمت هي له على العشاء بعض الفطائر المحلاة وشراب القيقب الذي أعده المينوناتيون. وأخبرته أنه لو قدم بعد أسبوع فقط فقد تقدم له بعضا من المربى الطازجة؛ فلقد قطفت عناقيد من التوت البري الذي كان ينمو على امتداد السكة الحديدية.
جلسا على كرسيي المطبخ خارج الباب الخلفي إلى ما بعد غروب الشمس. كانت تقص له شيئا عن كيفية قدومها إلى المكان، وكان ينصت لها، لكنه لم يكن يعيرها كامل اهتمامه؛ لأنه كان يتفحص المكان حوله، ويرى أن المكان في حالة مزرية، لكنه ليس ميئوسا منه على الإطلاق إذا أراد المرء الاستقرار فيه وإصلاح الأشياء الموجودة فيه. لقد كان يحتاج إلى استثمار بعض المال فيه لإصلاحه، لكن قدر الوقت والطاقة المطلوب استثماره فيه كان أكثر. قد يكون الأمر نوعا من التحدي. كان على وشك الشعور بالندم لأنه كان سيرحل.
والسبب الآخر في أنه لم يعر كامل اهتمامه لما كانت تخبره به بيل - ذلك كان اسمها - هو أنها كانت تتحدث عن حياتها التي لم يمكن بمقدوره تخيلها جيدا.
অজানা পৃষ্ঠা