كان الناس يقولون دوما إن هذا البلدة كانت تبدو وكأنها في مراسم جنازة ما، لكن حينما كان يكون بها جنازة بالفعل، تجدها وقد بدت في أوج حيويتها. لقد تذكرت ذلك عندما رأت، على بعد بناية، الأشخاص الذين حضروا الجنازة وهم يخرجون من أبواب الكنيسة، ويتجاذبون أطراف الحديث للتسرية عن أنفسهم وللحد من هيبة الموقف. ويا لدهشتها حين رأت بعد ذلك العديد منهم يسيرون حول الكنيسة متجهين نحو باب جانبي بها حيث يعاودون دخولها مرة أخرى.
كانت قد نسيت ذلك بالطبع. بعد انتهاء مراسم الجنازة، ووضع التابوت المغلق في مكانه على عربة نقل الموتى، اتجه الجميع لتناول المرطبات المقدمة بعد القداس، فيما عدا أولئك المقربين من المتوفاة الذين تبعوها حتى واروها الثرى. وكانت تلك المرطبات تنتظر من يتناولها في جزء آخر من الكنيسة حيث توجد حجرة خاصة بمدرسة الأحد ومطبخ عامر.
لم تر أي سبب يمنعها من الانضمام إليهم.
لكن في آخر لحظة كانت ستقرر أن تسير مبتعدة عنهم.
لكن كان الأوان قد فات؛ فقد نادتها امرأة بصوت فيه تحد - أو على الأقل خال بنحو كبير من أي نبرة حزن - وذلك من خلال الباب الذي يدخل منه الآخرون.
قالت لها تلك المرأة، مقتربة منها: «لقد افتقدناك في القداس.»
لم يكن لدى كوري أي فكرة عمن تكون هذه المرأة. قالت إنها آسفة لأنها لم تتمكن من حضور القداس، لكن كان عليها أن تبقي المكتبة مفتوحة.
قالت المرأة: «نعم، بالطبع.» لكنها في نفس الوقت كانت قد استدارت بالفعل لتتحدث مع امرأة أخرى تحمل في يدها قطعة من الكعك. «هل توجد مساحة في الثلاجة من أجل تلك القطعة؟» «لا أدري، يا عزيزتي. عليك أن تذهبي وتري بنفسك.»
خيل إلى كوري من خلال الرداء المزين بالزهور الذي كانت ترتديه تلك المرأة التي حيتها؛ أن كل النساء بالداخل كن يرتدين فساتين مماثلة؛ أفضل الملابس التي يرتديها المرء يوم الأحد، فضلا عن أفضل ملابس للحداد. لكن ربما تكون أفكارها عن ملابس يوم الأحد قد أضحت أفكارا بالية؛ فبعض النساء هنا كن يرتدين بناطيل عادية، مثلها تماما.
أحضرت امرأة أخرى قطعة من كعكة التوابل في طبق من البلاستيك.
অজানা পৃষ্ঠা