হায়াত শর্ক
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
জনগুলি
نهضة المسلمين في الهند
وقام في شمال أفريقيا خير الدين باشا أكبر وزراء تونس، وألف كتابا مهما في مستقبل الإسلام. وقام في تركيا رشيد باشا ومدحت باشا. وظهر السيد جمال الدين الأفغاني وخدم الأفغان والفرس والهند ومصر وتركيا، ومن تلاميذه الشيخ محمد عبده.
وفي كل قطر من أقطار الإسلام ترى الأحرار والمصلحين يزدادون عددا ويشتدون ساعدا وعضدا، ويضمون تحت رايتهم رجالا من سائر الأحرار الخبراء الراسخين في علم نهضات الأمم الواقفين على أسرار تقدمها. وقد دبت روح الإصلاح في الإسلام وتغلغلت وأخذت تحرك جثمانه المهول فحركته وصار ينفعل انفعالا عظيما.
وقد يكون المصلح الإسلامي معتزلا أو حر الفكر، ولكنه لا يزال يعمل على خدمة الإسلام وإنهاضه مظهرا لعامة الشعب إيمانه وصلاحه وتقواه، ومخفيا أفكاره التي قاده إليها درسه أو إمعانه وهو لا يبطن للإسلام شرا.
والفرق بين المسلم المفكر والأوروبي المفكر أن الأوروبي إذا صار حر الفكر أو ملحدا فهو يجاهر بذلك وينشره كما صنع برادلو 1833-1899، فإن هذا الرجل انتخب للبرلمان ثلاث مرات متوالية، وأبى قسم اليمين لأن القسم يخالف مبادئه ولكنه أقسمه في النهاية سنة 1886، وأسس فرقة لحرية الفكر، وأشهر تلاميذه المستر روبرتسون الذي ألف «تاريخ حرية الفكر في العالم» في مجلدين، وخدم المسألة المصرية في سنتي 1906 و1907 وكان صديقا حميما لمصطفى كامل وزار وادي النيل في تلك السنة الأخيرة. أما بعض المسلمين أحرار الفكر فتراهم للأسف يخفون ذلك وقد يتخذون الدين سلاحا لمنفعتهم، ووصف كاتب هندي أحدهم فقال: «إن هذا السيد المسلم يعرف من أين تؤكل الكتف، فهو يبالغ في الظهور أمام قومه بمظهر المسلم المتشدد بشعائر الإسلام غير أنه منطو على آراء لم تخطر على قلب ڤولتر نفسه.»
وروى لنا السيد عبد العزيز الثعالبي عن المرحوم محمد علي الذي تلقى العلم في جامعة أكسفورد أنه عاد إلى وطنه متشبعا بالروح الإنجليزي، ولا يعرف عن الإسلام إلا اسمه، فلما اعتقل في الحرب العظمى وقضى في السجن خمس سنوات درس خلالها الدين وحفظ القرآن فخرج مسلما صحيحا وخطيبا بليغا، وبدأ ظهوره بالدعوة من ذلك الحين 1920. وروى أخوه شوكت علي في محاضرة ألقاها في القاهرة (رمضان 1349) أنه عاد إلى وطنه مقلدا للإنجليز يعيش عيشتهم ويأكل أكلهم ويلعب ألعابهم، ولما لمح احتقار الإنجليز للمسلمين والهندوك الذين يقلدونهم خلع ثيابهم وأرخى لحيته ووضع على رأسه عمامة وتقشف في حياته فصار مهيب الجانب وشعر الإنجليز بأنه ذو شخصية، وأن للإسلام رجاله الذين يذودون عن حياضه، وقد رأيناه يلبس الملابس الوطنية المنسوجة في بلاد الهند، ويضع على رأسه شعارا معدنيا للخلافة وفي صدره وسام عليه رسم الكعبة المشرفة بنقوش بالمناتير.
كان أول من فطن إلى أهمية الحج في الإسلام في العهد الحديث المرحوم عبد الرحمن الكواكبي (والمسلمون الآن يبحثون عن قبره في القاهرة ليقيموا عليه أثرا وهم لا يهتدون إليه، وكان هذا دأبهم مع جميع عظمائهم المؤمنين)، فقد ألف كتاب «أم القرى» وتخيل فيه اجتماع مؤتمر إسلامي لإصلاح الإسلام وإنهاضه، وجاء بعده بفكرة المؤتمر المرحوم إسماعيل عضبرنسكي من بغجه سراي بالفريم وأقام في القاهرة حينا ولم يفلح. ويعد الحج في الحقيقة مؤتمرا إسلاميا سنويا، ولكن المسلمين لم يلتفتوا إلى هذه الحقيقة، لأن عظماء الإسلام في الغالب لا يحجون ولا يحشد بمكة إلا العوام من سائر الأقطار بدافع ديني محض.
وقد مرت بالخلافة أدوار وأطوار وتولاها العربي الصميم فالدخيل فالأجنبي، حتى إن السلطان سليم اشترى المبايعة من آخر بني العباس في القاهرة وكان رجلا خاملا، وانتهى الأمر بضياع الخلافة بتاتا وعزل آخر سلاطين آل عثمان، وكان عبد الحميد الثاني آخر الخلفاء ولا عبرة بالخليفة الصوري الذي يعيش الآن في إحدى مدن أوروبا. وعقد بالقاهرة مؤتمر لانتخاب خليفة في 1926 ففشل، وعقدت مؤتمرات في جزيرة العرب نفسها ولم تفلح، لأن عرب الجزيرة يتنازعون بين الإمام يحيى وابن السعود، وكانت محاولة الملك حسين أن يكون خليفة مما يستدعي الابتسام، فزمن الخلافة ولى وفكرتها اندثرت، ويجب على المسلمين أن يعرضوا عنها، لأنها لا تصلح لهذا الزمان، ولأن الخليفة بمعناه الأصلي الصحيح يجب أن ينتخب انتخابا حرا مباشرا، وهذا غير ميسور، وهو بمثابة رئيس جمهورية إسلامية. فإن صار أحد الملوك خليفة فهو يكون حاكما مستبدا، وهذا غير مرغوب فيه لأن العالم يسير نحو الديمقراطية والحرية، ولم يبحث المسلمون حتى الآن في كيانهم القومي حتى يتخطوه إلى البحث فيمن يتولى الحكم، وهذا آخر ما يجب التفكير فيه فوجب على المسلمين أن يتجهوا إلى روح الإسلام ويستمدوا منها قوتهم.
عدم صلاحية الخلافة الآن
إن هجوم أوروبا الفظيع على الشرق يرجع إلى القرن التاسع عشر، حيث بدأ الفرنسيون بالاستيلاء على الجزائر واستولت روسيا على القوقاز وبسطت إنجلترا نفوذها على الهند ومصر.
অজানা পৃষ্ঠা