فقلت معلقة: «أنا عن نفسي أفضل الزبدة، إنها أشهى.»
ثم واصلنا القراءة: يلجأ إلى الجماع بين الفخذين عادة في المراحل الأخيرة من الحمل. «أتعنين أنهم يظلون يمارسون الجنس حتى في هذه المرحلة؟»
قد يلجأ إلى وضع الإيلاج من الخلف إذا كانت الأنثى بدينة للغاية.
قالت ناعومي: «فيرن، هكذا يفعلها مع فيرن، إنها بدينة للغاية.» «أف! هذا الكتاب أصابني بالغثيان.»
قرأنا أن العضو الذكري حين ينتصب يبلغ الأربع عشرة بوصة طولا، بصقت ناعومي العلكة التي كانت تمضغها وبرمتها بين راحتيها ماطة إياها أطول وأطول، ثم أمسكتها من أحد طرفيها وتركتها تتدلى في الهواء قائلة: «السيد تشامبرلين، محطم الأرقام القياسية.»
وبعدها كلما جاءت إلى منزلي وتصادف وجود السيد تشامبرلين، كانت إحدانا أو كلانا إذا كنا نمضغ العلكة نخرجها من فمينا ونبرمها بهذه الطريقة، ثم نتركها تتدلى في الهواء بكل براءة، حتى إن الكبار قد لاحظوا ذلك، وقال السيد تشامبرلين: «يا لها من لعبة تلك التي تلعبانها!» وقالت أمي: «توقفا عن ذلك، فهذه قذارة» (وكانت تقصد العلكة). أخذنا نراقب فيرن والسيد تشامبرلين؛ بحثا عن أي علامات شغف أو خلاعة أو نظرات شهوانية أو يده تحت تنورتها، لكننا لم نجد أي شيء. وكان دفاعي عنهما حقيقيا بأكثر مما كنت أتمنى؛ لأنني - مثل ناعومي - كنت أحب أن أمتع نفسي بأفكار عنهما تتضمن مجونا وتمرغا في فراش يحدث أصواتا (قالت ناعومي إن هذا كان يحدث في الكبائن السياحية كل مرة كانا يذهبان فيها في رحلة لمشاهدة البحيرة). لم يكن الاشمئزاز يطرد شعوري بالاستمتاع في أفكاري، بل إنهما كانا شعورين متلازمين.
كان السيد تشامبرلين - واسمه آرت تشامبرلين - يقرأ الأخبار في إذاعة جوبيلي، وكان أيضا يتولى إذاعة الأخبار الخطيرة والهامة. وكان له صوت احترافي جميل، صوت مشجع وكأنه شوكولاتة جميلة تنساب لتخرج من آلة الأرجن كأنها موسيقى وهو يذيع برنامج «في ذكرى»، والذي يذاع برعاية مؤسسة محلية لتقديم خدمات تنظيم الجنازات في عصر يوم الأحد. وكان أحيانا يجعل فيرن تغني في هذا البرنامج أغاني دينية مثل: «أتساءل وأنا أتجول»، وأغاني غير دينية ولكن حزينة مثل: «نهاية يوم مثالي». لم يكن من الصعب أن يتحدث المرء عبر إذاعة جوبيلي، حتى أنا قد ألقيت يوما قصيدة فكاهية في برنامج «حفل الصغار صباح كل يوم سبت»، ولعبت ناعومي مقطوعة «أجراس القديسة ماري» على البيانو. وكل مرة تفتح فيها هذه الإذاعة، هناك فرصة جيدة أنك ستسمع صوت شخص مألوفا، أو على الأقل تسمع اسم شخص تعرفه في الإهداءات. («نهدي هذه المقطوعة للسيد كارل أوتيس وزوجته بمناسبة ذكرى زواجهما الثامنة والعشرين، وهي مهداة من ابنهما جورج، وزوجته إيتا، وأحفادهما الثلاثة: لورين ومارك ولويس، وكذلك أخت السيدة أوتيس حرم السيد بيل تاونلي القاطنة في طريق بورترفيلد».) بل إنني قد اتصلت بالإذاعة يوما وأهديت أغنية للعم بيني في عيد ميلاده الأربعين، لكن أمي رفضت أن يذكر اسمها في الإذاعة. وكانت تفضل الاستماع إلى إذاعة تورونتو، والتي كانت تذيع أوبرا المتروبوليتان، وتذيع الأخبار دون إعلانات ، وتذيع كذلك برنامج مسابقات تتنافس فيه هي مع أربعة رجال مهذبين، يتضح من أصواتهم أن لهم لحى صغيرة مدببة.
وكان السيد تشامبرلين يقرأ الإعلانات أيضا، وكان يفعل ذلك باهتمام جم ناصحا بشراء نقاط أنف «فيك» من صيدلية كروس، وتناول العشاء يوم الأحد في فندق برونزويك، والتعاقد مع «لي ويكيرت وأبنائه» للتخلص من الحيوانات النافقة. وكانت فيرن تحييه قائلة: «كيف حال الحيوانات النافقة أيها الجندي؟» فيصفعها برفق على ردفها قائلا: «سأخبرهم أنك تحتاجين لخدماتهم.» فتقول فيرن دون حقد: «يبدو لي أنك تحتاجها أكثر مني.» فيجلس هو على الكرسي ويبتسم لأمي لأنها تصب له الشاي. لم تكن عيناه الخضراوان المائلتان إلى الزرقة تحملان أي تعبير، فقط ذاك اللون الذي تودين أن يكون لون فستانك، وكان دائما مرهقا.
كان السيد تشامبرلين - بيديه بيضاء اللون وأظافره المقلمة بشكل مستقيم، وشعره الخفيف الممشط بعناية الذي يتحول إلى اللون الرمادي، وجسده الذي لم يتعارض أبدا مع ثيابه بل بدا وكأنه مصنوع من الخامات نفسها؛ لذا فربما لا يكون كل جسده سوى قميص وربطة عنق وحلة - غريبا بالنسبة لي كرجل. حتى العم بيني الذي كان نحيلا للغاية وضيق الصدر وشعبه الهوائية مدمرة، كانت له نظرات أو طريقة في التحرك تنذر بعنف محتمل، بأمر قد يخلق اضطرابا، وكان أبي كذلك أيضا رغم أنه كان معتدلا جدا في سلوكياته. لكن هذا الشعور كنت أشعر به تجاه السيد تشامبرلين - الذي كان ينفض سيجارته الجاهزة في منفضة السجائر - الذي شارك في الحرب وكان في قوة المدرعات. إذا كان أبي هنا عندما يأتي تشامبرلين لزيارتنا - أو لزيارة فيرن في الواقع، لكنه لم يجعل ذلك واضحا - كان يسأله عن الحرب. لكن كان من الواضح أنهما كانا يريان الحرب من منظورين مختلفين؛ فأبي كان يراها مخططا كبيرا مقسما إلى حملات منفصلة لها أهداف محددة ربما تفشل أو تنجح. أما السيد تشامبرلين فقد كان يراها مجموعة من القصص ليس لها غاية محددة. وكان دائما ما يجعل من قصصه قصصا مضحكة.
فقد حكى لنا - على سبيل المثال - عن المرة الأولى التي خاض فيها معركة، وعن مدى الارتباك الذي كان يسود المكان؛ فبعض الدبابات توغلت في إحدى الغابات ثم استدارت عائدة من جهة خطأ؛ من الجهة التي كان زملاؤهم يتوقعون قدوم الألمان منها، وهكذا كانت أولى الطلقات التي أطلقت تجاه واحدة من دباباتهم هم.
অজানা পৃষ্ঠা