على أن هذا الخبر - أيضا - لا ينفي شيئا ولا يثبته، ولكنه يفتح بابا إلى الاستنباط والرأي.
ولكن مما لا شك فيه أن الرافعي لم يكن يعلم شيئا عن وقع هاتين الرسالتين في نفس صاحبته، ولا أحسبها صنعت شيئا يدل على مبلغ استيائها من هاتين الرسالتين، وإلا لما ظل يتعلق بالأمل في لقائها إلى شتاء 1935، وكنت معه لما هم بزيارتها.
20 •••
وثمة اعتراض ثالث يعترضه الدكتور زكي مبارك، وما كان لي أن أثبته هنا لولا أن أثبته هو في كتاب من كتبه نشره على الناس منذ قريب،
21
ولولا أن أشار إليه في مقالات نشرها في مصر وفي العراق وفي بيروت!
والدكتور زكي مبارك أديب مشهور، ولكن آفته - ولكل أديب آفة - أن يدس أنفه فيما يعنيه وما لا يعنيه، وهو قد شاء أن يحشر نفسه في هذه القصة التي لا يهمه منها إلا أن يعلن للناس - والإعلان عن نفسه بعض خصائصه الأدبية - أنه كان يجلس إلى «فلانة» جنبا لجنب في الجامعة المصرية بضع سنين!
وليس يهمنا أن يجلس الدكتور زكي مبارك جنبا لجنب إلى فلانة أو إلى نساء الأرض جميعا - كما يريد أن يتعالم عنه الناس في أكثر ما يكتب - ولكنه يزعم أن ما كتبناه عما كان بين الرافعي وفلانة ليس من الحقيقة في شيء؛ لأنه كان يجلس مع فلانة جنبا إلى جنب في الجامعة بضع سنين فلم تحدثه يوما أن حبا كان بينها وبين الرافعي ...!
فمن شاء أن يقرأ مثلا للحجة الواضحة في أدب الدكتور زكي مبارك، فليقرأ هذه الحجة، على شرط أن يكون مؤمنا بأن الدكتور زكي مبارك لا يجلس إلى «فلانات» ولا يجلس إليه «فلانات» إلا ليحدثنه عما كان لهن من جولات في ميادين الحب يسألنه الرأي والمعونة!
وليدع القارئ بعد ذلك حديث الدكتور عن العري والعراة، وعن «الأديب العريان ...» الذي روى هذه القصة.
অজানা পৃষ্ঠা