173

ذلك كان جواب الحكومة المصرية ...!

لقد مضى عام وأوشك عام، فهل تذاكر أدباء العربية فيما عليهم للرافعي؟

وهل ذكرت الأمة والحكومة ما عليهما من واجب الوفاء للرافعي؟

لقد تداعى الأدباء إلى ميعاد يحتفلون فيه بتأبين الرافعي، وجاء الميعاد وتخلف المدعو والداعي، وترادف ميعاد وميعاد وميعاد، ومضى عام، وعلى مكتب كل أديب دعوة لتأبين الرافعي، وفي ذيل كل دعوة جواب المدعو بخطه أو بلسانه: «يرحمه الله! يرحمه الله!»

وعند دكاكين الوراقين أسئلة عن كتب الرافعي، ولكن السوق ليس فيه كتاب من كتب الرافعي،

5

وقال قائل: «أعيدوا طبع الديوان، أعيدوا طبع إعجاز القرآن، أعيدوا ... أعيدوا ...»

وقال الطابع والناشر والوراق: «يرحمه الله! يرحمه الله!»

وعلى مكتب الرافعي كتب لم تطبع ، وقصاصات لم ترتب، وثمرة عقل خلاق كان يجهد جهده ليضيف كل يوم إلى العربية ثروة جديدة وفكرا جديدا.

وقلنا: «يا وزارة المعارف، هذه كتب إن لم تخرج للناس سبق إليها العث والفيران، فيضيع على العربية كنز ما لها منه عوض! ولكن وزارة المعارف في أحلامها الهنيئة لا تسمع ولا تجيب، إلا همسا في أمثال أنفاس النائم تردد قول الناس: «يرحمه الله! يرحمه الله!»»

অজানা পৃষ্ঠা