83

হায়াত মাসিহ

حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث

জনগুলি

لقد كان لب الرسالة المسيحية في لب رسولها المسيح؛ هداية إنسان لا صولة له على أحد غير العطف والإلهام، ومكاشفة القلوب والأفهام، ولو لم يكن فضل الرسول هو فضل الرسالة، لقد كان يوحنا هو الأولى بالسبق في الميدان؛ لأنه صاحب السبق في الدعوة، وصاحب السبق في الشهادة، ولكنها دعوة كانت تنتظر صاحبها، وصاحبها هو المسيح، وكانت حاجة العالم كله إلى الدعوة المطلوبة لا تكفي بغير صاحبها القادر عليها، والصالح لإقامتها؛ لأن صاحب الحاجة لا يملك بالبداهة ما هو محتاج إليه.

إخلاص التلاميذ

فضل التلاميذ الأول في كل دعوة أنهم دعاة، أي أنهم شركاء للمعلم في نشر الدعوة.

أما الفضل الأول للتلاميذ في الدعوة المسيحية فهو أنهم مستجيبون، فلم يكونوا قادة يدعون غيرهم إلى صفوفهم، بل كانوا في الواقع هم الصف الأول السابق إلى الاستجابة، ثم تلته صفوف أخرى من أمثاله، ليس فيهم قائد ولا مقود، وكلهم في قبول الدعوة سواء .

كان فضل التلاميذ في الديانة المسيحية أنهم أول القابلين، ولا بد أن نعلم هذا الفارق بين طبيعة القابلين، وطبيعة العاملين.

فالتلاميذ بالنسبة إلى السيد المسيح هم أمته الصغرى، كبرت مع الزمن على هذا المثال، فأصبحوا أمة كبيرة تقتدي بتلك الأمة الصغيرة في الاستجابة، فهم سابقون أعقبهم لاحقون من قبيلهم، وهم الصف الأول في الجيش الواحد، وليسوا هم جيشا يقابل جيشا آخر بالدعوة فيلبيه وينضوي إليه.

كانوا نموذج الأمة المسيحية في أول الرسالة، ومضى على الأمة المسيحية عدة أجيال، وهي لا تخالف هذا النموذج في التكوين، ولا في الطراز، ومن هنا نقول إن التلاميذ لم يكونوا دعاة فرضوا عقيدتهم على أناس غيرهم، ولكنهم وغيرهم جميعا مستجيبون للدعوة فوجا بعد فوج، ورعيلا وراء رعيل.

في الدعوات قادة ومقودون.

ولكن التلاميذ في الدعوة المسيحية لم يكونوا قادة لغيرهم، بل كانوا هم السابقين من صفوف تلاحقت وتعاقبت، لا فرق في بنيتها بين أولين وآخرين.

وليس في سيرتهم الأولى ما يفهم منه أنهم مميزون بصفة القيادة، فهم جميعا من بيئة واحدة، وربما كانوا جميعا من سلالة متقاربة أو بيوت متجاورة، كأنهم وقعت عليهم القرعة بين المتشابهين والمتماثلين، ثم امتازوا بعد ذلك بالتعليم والتدريب على يدي السيد المسيح.

অজানা পৃষ্ঠা