নতুন বিশ্বে চিন্তার জীবন
حياة الفكر في العالم الجديد
জনগুলি
لما نصفه بأنه حق، تشبيها للعبارة الصادقة بالسلعة المطروحة في السوق، قيمتها ليست في ذاتها، بل فيما يدفع فيها من ثمن، فأثار هذا التشبيه نقد المهاجمين، فكيف ينزل «جيمس» - في رأيهم - بالحق إلى هذه الدرجة من المادية التي تجعله سلعة من السلع؟ أما «جيمس» فقد فرح بتشبيهه هذا وعده توفيقا في التعبير الأدبي، وراح يستخدمه ويوسع من مدى تطبيقه، فقال في مناسبة أخرى إن الفكرة تظل صادقة ما دام لم يعترضها معترض ممن نعاملهم على أساسها؛ فهي كالذي يعامل الناس معتمدا على حسابه في البنك، فالفكرة كورقة النقد تصلح للتعامل إلى أن يعترضها معترض بحجة أنها باطلة،
4
وما دامت الفكرة سارية نسلك على أساسها فنحقق بسلوكنا ما نبتغي من نتائج فهي فكرة صواب.
مقياس النجاح في النتائج العملية، الذي جعله «جيمس» مقياس «الحق»، هو نفسه معيار الأخلاق، فالذي يجعل الفعل فضيلة هو أنه فعل ناجح،
5
فإذا استعرضت مختلف المواقف التي يقول عنها الناس إنها من الفضيلة أو من الرذيلة ألفيت فيها جميعا عاملا مشتركا، هو وجود الإنسان الذي يعي بشعوره ما في الموقف المعين من قيمة خلقية إن خيرا وإن شرا، وإذن فلأن يكون الفعل خيرا؛ فذلك لأنه كذلك في نظر واحد أو أكثر من الناس، ولو خلا العالم من البشر لبقي العالم غير موصوف بخير أو شر، ومعنى ذلك أن تقدير الإنسان للفعل عنصر جوهري في اعتبار قيمته الخلقية، وعلى أي أساس يكون هذا التقدير إن لم يكن على أساس إشباع الفعل لرغبات الإنسان، هذا معيار لا يقتصر تطبيقه على الفرد الواحد، بل يمتد ليشمل البشر أجمعين، وهو في الوقت نفسه يجمع في مضمونه أنظار الفلاسفة على اختلاف مذاهبهم، فلنفرض أن فعلا معينا قد أشبع رغبة فرد دون سائر الأفراد، فماذا يكون الحكم فيه؟ يجيب «جيمس» قائلا: إنه لا تفضيل لرغبة على رغبة، فالرغبات - من حيث هي رغبات - سواء، وإذن فلا أساس للمفاضلة بين الأفعال إلا بمقدار ما تحققه من رغبات، فأكثر الأفعال تحقيقا لها أكبرها قسطا من الفضيلة، وهذه الحالة نفسها - حالة الصراع بين الرغبات المختلفة - قد تكون في الفرد الواحد، وعندئذ تكون القاعدة الخلقية الواجب اتباعها، هي نفسها القاعدة التي تتبعها مجموعة الأفراد، وهي تغليب الفعل الذي يشبع الرغبة الأقوى، على أن نفهم «الأقوى» بمعنى الأمد الطويل، وما قد يظهر فيه من نتائج للفعل الذي أديناه، الفضيلة بهذا المعنى هي إشباع الرغبات، والفضيلة المثلى هي إشباع الرغبات جميعا، ولما كان هذا محالا، كان الأفضل دائما هو الأكثر إشباعا لأكبر قدر مستطاع من رغباتنا.
وليس بخاف على «جيمس» أن هذه النظرية في الأخلاق من التعميم، بحيث لا تصلح وحدها هاديا في السلوك إذا ما نشأ موقف معين، وكان على الإنسان فيه أن يختار طريقا للعمل، لكنه لا يجد وسيلة لتخصيص ما يعمل في كل موقف على حدة، فالأمر متروك للإنسان الفرد عندئذ؛ لأنه سيكون أدرى بالظروف التفصيلية المحيطة به، وعلى كل حال فليس من شأن الفلسفة الخلقية أن «تعظ»؛ فهي معنية بالمبادئ العامة وحدها، وعلى غيرها تقع مهمة التطبيق.
حسبنا هذا المقدار من «براجماتية» جيمس - لكن البراجماتية منهج وليست فلسفة إيجابية ذات نتائج معينة، فهل هو من فلاسفة المناهج وكفى؟ - إذ قد يقتصر الفيلسوف على منهج التفكير دون أن يكون له هو نفسه تفكير خاص يقوم على أساس هذا المنهج - أم أن له فلسفة قائمة على منهجه؟
لوليم جيمس فلسفته الخاصة التي يطلق عليها اسم «التجريبية المتطرفة»
6
অজানা পৃষ্ঠা