وأما قطر فلك التدوير الذي طرفاه البعد الأبعد والبعد الأقرب لفلك التدوير فليس. يكون أبدا في سطح الفلك الخارج المركز ولا يلزم أبدا وضعا واحدا بل يكون متحركا على محيط دائرة صعيرة كأنها عند طرفه ويقود معه سطح فلك التدوير وهذه الدائرة قائمة على سطح الفلك الخارج المركز على زوايا قائمة ومركزها فيه وتسمي حركة هذا القطر حول هذه الدائرة ميل فلك التدوير.
والقطر أيضا المقاطع لهذا القطر على زوايا قائمة ليس هو أيضا لازما لوضع واحد بل يتحرك على دائرة صغيرة كأنها عند طرفه وهي قائمة على سطح فلك البروج على زوايا قائمة وهذه الحركة تسمي انحراف فلك التدوير وهي مساوية في السرعة للحركة الأولى وبحسب هاتين الحركتين وحركة فلك المائل يكون مجاز الكوكب في العرض.
فإذا تحرك فلك التدوير على محيط الفلك الخارج المركز فانتقل من البعد الأبعد ذاهبا إلى نقطة التقاطع ابتدأ الفلك المائل بالحركة نحو فلك البروج فإذا بلغ فلك التدوير إلى نقطة التقاطع انطبق الفلك المائل على سطح فلك البروج. فإذا انتقل أيضا فلك التدوير إلى ناحية البعد الأقرب انتقل أيضا الفلك المائل ففارق سطح فلك البروج ذاهبا بالبعد الأبعد الى الجهة الأخرى وهي في هذه الحال جهة الشمال وانتقل البعد الأقرب إلى جهة الجنوب فإذا صار فلك التدوير على البعد الأقرب من الفلك الخارج المركز انتهي ميل الفلك المائل.
فإذا تحرك أيضا فلك التدوير إلى ناحية النقطة الأخرى من نقطتي التقاطع تحرك أيضا الفلك المائل عائدا إلى ناحية سطح فلك البروج فإذا انتهي إلى نقطة التقاطع انطبق أيضا الفلك المائل على فلك البروج. وإذا تحرك من نقطة التقاطع إلى ناحية البعد الأبعد فارق أيضا الفلك المائل سطح فلك البروج عائدا إلى الجهة الأولى وهي جهة الجنوب فيكون مركز فلك التدوير إنما يميل أبدا عن دائرة البروج إلى جهة الجنوب فقط
পৃষ্ঠা ৫২