وأما الربع الذي بين بقطة الانقلاب الصيفي وبين نقطة الاعتدال الخريفي فهو الذي يحد زمان الصيف وذلك ما دامت الشمس مسامتة بحركتها هذه القوس. وأما الربع الذي بين نقطة الاعتدال الخريفي وبين نقطة الانقلاب الشتوي فهو الذي يحد زمان الخريف وذلك ما دامت الشمس مسامتة له بحركتها. فأما الربع الذي فيما بين نقطة الانقلاب الشتوي وبين نقطة الاعتدال الربيعي فهو الذي يحد زمان الشتآء وذلك ما دامت الشمس تسامته بحركتها وجميع هذه الدائرة تحد زمان السنة الشمسية.
وإذا تحركت الشمس بحركتها الخاصة من مسامتة نقطة من هذه الدائرة فقطعت جميع الدائرة حتى تعود إلى مسامتة تلك النقطة فتلك الحركة هي سنة الشمس الكاملة. وأول السنة الشمسية هو وقت مسامتة الشمس لنقطة الاعتدال الربيعي فإذا تحركت متوجهة إلى الشمال يكون زمان الربيع وكلما قربت من نقطة الانقلاب الصيفي سخن الزمان عند أهل المساكن الشمالية لقرب الشمس من مسامتة رؤوسهم ولما قدمنا من طول مكث الشمس فوق الأفق. فلا يزال كذلك إلى أن تنتهي إلى نقطة الانقلاب الصيفي فقد اشتد الحر لتواتر اسجان الشمس الهواء. ثم لا تزال كذلك توجهة إلى نقطة الاعتدال الخريفي فيعرض فى هذه الربع من سخونة الهواء أكثر مما عرض في الربع الأول لطول تواتر الاسخان حتى تنتهي إلى نقطة الاعتدال الخريفي فعندها يعود الزمان معتدلا.
ثم تتحرك متوجهة إلى الجنوب فيبرد الهواء عند أهل المساكن الشمالية وذلك لبعد الشمس عن مسامتة رؤوسهم فكلما بعدت في الجنوب أزاد برد الهواء إلى أن تنتهي إلى نقطة الانقلاب الشتوي فعندها تشتد البرد لأنها في هذا المكان أبعد ما تكون من الشمال ولتواتر تبريدها بالعرض للهواء. ثم تعود متوجهة إلى نقطة الاعتدال الربيعي فيعرض في هذا الربع أيضا من شدة البرد أكثر مما عرض في الربع الذي قبله لمثل ما ذكرنا في الربع الصيفي من طول تواتر تبريد الهواء. فإذا انتهت إلى النقطة الربيعية فهو آخر سنتها .
পৃষ্ঠা ২২