============================================================
رؤوس الفقهاء، وازدحم الناس عليه لحمل تابوته إلى أن وضع على باب جامع جراح، وصلى عليه ثانية الشيخ زين الدين الفارقي، ولم يرفع من هناك إلا بمشةة شديدة من الزحام عليه إلى تربة والده بمقبرة باب الصغير، فوضع في لحده، وتقرقت الناس بعد أذان العصر. وعمل له العزاء بكرة الثلاثاء بالمدرسة الباذرائية وتأسف الناس على فقده، وحزنوا عليه، وتليت الختمات من أجله، فإنه كان شيخ الوقت، وحسنة الزمان، /72/ وإمام العصر، ومن أقر له الموافق والمخالف.
مولده في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وستمائة بدمشق.
وله نظم حسن، فمنه ما قاله في سنة ثمان وخمسين حين جفل الناس : لله أيام جمع الشمل ما برحث بها الحوادث حتى أصبحث سمرا و مبتدا الحزن من تاريخ مقالتي(1) عنكم فلم ألق لا عينا ولا خبرا يا راحلين قدرتم بالنجاء لكم ونحن للعجز لا نستعجز القدر271 وله أيضا: لأديم(3) الآباء والأجداد وسعيد الإصدار والإيراد كنت سعدالنا بوعدكريم لاتكن في وفائه كسعاد(4 سمع من ابن الزبيدي، وسمع من اللتي، ومكرم بن أبي الصقر، وابن الصلاح، والسخاوي، وتاج الدين بن حمويه، وجماعة.
وخرج له الشيخ علم الدين البرزالي "مشيخة" عشرة أجزاء عن مائة نفس . وسمع منه ولده العلامة برهان الدين، وقاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، وجماعة .
وانتهت إليه رئاسة المذهب، وانتفع به الجم الغفير من العالم بالاشتغال عليه، فخرج منهم القضاة والمدرسين والمعيدين والمبتدين والفقهاء والصالحين(5) . وكان مقصده جميلا، قل أن اشتغل عليه أحد](6) أو صحبه أو لازمه إلا وحصل له ببركته خيرا كثيرا(7) .
(1) في المصادر : "مسألتي" .
(2) الأبيات في : الوافي بالوفيات 98/18، وفوات الوفيات 264/2، وعيون التواريخ 87/23،.
والبداية والنهاية 325/13، وعقد الجمان (3) 92.
(3) في المصادر : "يا كريم".
(4) البيتان في : فوات الوفيات 264/2، وعيون التواريخ 87/23، والوافي بالوفيات 98/18، وعقد الجمان (3) 92.
(5) كذا، والصواب: "والمدرسون والمعيدون والمبتدثون والفقهاء والصالحون" .
(7) الصواب: "خير كثيره .
(6) الصواب: "أحد".
পৃষ্ঠা ৬৫