============================================================
تلاوة الخقم الشريف بمرور سنة على وفاة المنصور قلاوون وفي ليلة الإثنين رابع ذي القعدة اجتمع الناس والقضاة والعلماء والأمراء والقراء بالتربة المنصورية بالقاهرة، وعمل ختم لتمام السنة لموت السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي، وكان وقتأ عظيما، ونزل إليه وقت السحر السلطان الملك الأشرف والخليفة الإمام الحاكم بأمر الله إلى التربة المنصورية .ا وخطب الخليفة خطبة بليغة حرض فيها على أخذ العراق من أيدي الكفار، وهو لابس السواد، وقد وخطه الشيب، ورآه الناس في البلد.ا 1551حكى لي الأمير سيف الدين بن المحفدار قال: لما دخل الخليفة إلىا ال الربة ونظر إلى قبر السلطان قال : أنت في حل مما أهملته من واجب حقي عليك مدة ولايتك. قال: فبقي الملك الأشرف ينظر إليه ومستقبله من خلفه مستهزىء(1) به. ثم طلعا إلى القلعة. ثم أنفق في هذا المهم شيئا كثيرا. ثم سير السلطان بريدي(2) وعلى يده مرسوم إلى دمشق بأن يعمل للسلطان أيضا وقتار3)، ويجمع الناس كما عمل بمصر، فوصل المرسوم يوم السبت تاسع ذي القعدة، وعمل الوقتا والختمات. وجمع القضاة وسائر القراء والفقهاء والأئمة والصوفية والأمراء والمقدمين(4)، وأكثر أهل دمشق بالميدان الأخضر قدام القصر الأبلق ظاهر دمشق ليلة الإثنين حادي عشر ذي القعدة بمرسوم الأمير علم الدين الشجاعي نائب السلطة يومئذ. وتليت الختمات من ظهر الأحد إلى وقت المغيب، ومدوا السماط، وأكل الناس، ونهب كل ما أحضر . ثم شرعوا في القراءة إلى النصف من الليل اجتمعوا واختموا وهدوا(5) القراءة للسلطان . ثم رسم للوعاظ أن يصعدوا فوق المنبر ويعظوا ويذكرون وفاة السلطان، فصعد أولا شيخنا الشيخ الإمام القدوة العارف شيخ مشايخ الإسلام يومئذ عز الدين الفاروثي شيخ التصوف وقدوة/59/ العارفين ولسان المتكلمين، فتكلم، ومن بعده الشيخ نجم الدين ابن البزوري وبعدهما من له عادة بالكلام في الأعزية . وكانت ليلة عظيمة حضرها أكثر أهل دمشق من سائر الناس ، لا أمراؤها وقضاتها وأعيانها وفقهاؤها وقراؤها(3) وأجنادها وعوامها. ولم يغلق(7) تلكا اليلة أبواب دمشق(8).
(1) الصواب: "مستهزئا" .
(5) الصواب: "وختموا وأهدوا" .
(2) الصواب: "بريديا".
(6) في الأصل : "وقراوها".
(3) الصواب: "وقت".
(7) الصواب: "تغلق" .
(4) الصواب: "المقدمون".
(8) المختار من تاريخ ابن الجزري 342 (باختصار) .
পৃষ্ঠা ৫১