============================================================
بها إلى الآن، فحصل له مرض ذات الجنب فتوفي، ودفن بمقابر باب الصغير.
وكان فاضلا أديبا، حسن العشرة، كثير المذاكرة، خبير (1) بشعراء العراقيين، وعلى ذهنه أشياء كثيرة من التاريخ وأخبار الناس .
أنشدني في شهور سنة سبع وثمانين وستمائة: لاتقطعن يد الإحسان عن أحد ما دمت تقدر فالأيام تارات واشكر فضيلة صنع الله إذ جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات(2) وأنشدني بالتاريخ: ولأشكرن جميل ما أوليتني شكرا يدوم على الزمان الفاني اوليتني الإحسان منك تكرما والحر مجبول على الإحسان(3 و أنشدني لنجم الدين بن الميلق الإسكندري : ولأشكرن جميل صنعك في الورى ولأمدحثك عن لسان معرب حتى يحدث من بأرض المشرق الأقصى حديثك من بأرض المغرب وأنشدني:.
تسترت عن زهري(4) بظل جناحه فعيني ترى دهري وليس يراني فلو تسل(5) الأيام ما اسمي ما(6) درت وأين مكاني ما درين(7) مكاني و أنشدني لأبي عبد الله الحسين بن علي بن عبد الواحد بن شبيب الطيبي الأصل، البغدادي المولد والمنشأ والوفاة، وأثنى عليه فقال: قس الفضل وسحبانه، وأوحد البلاغة في زمانه، له النظم الفائق والنثر الرائق، لم يزل مقدما في الأيام الناصرية، دخل على الإمام المستنجد بالله، وكان له عادة بالدخول عليه والجلوس بين يديه، وكان يميل إلى سماع كلامه ويأمره بإطالة مقامه، فقال له بعض الأيام مصحفا "اين شتيت" فجاوبه مسرعا من غير توقف عند مولانا، فاستحسن منه سرعه جوابه.
ومن نظمه قوله: الحسن من وجهك المعبود مسروق وأنت بالذل محبوب ومعشوق كؤوس طرفك بين الناس دائرة فسائر الخلق مصبوح ومغبوق (1) الصواب: "خبيراه.
(2) البيتان في : تالي الوفيات 151.
(5) في تالي الوفيات: "تسأل".
(3) البيتان في : تالي الوفيات 152.
(6) في تالي الوفيات: "لما" .
(4) في تالي الوفيات: "دهري" .
(7) في تالي الوفيات: "ما عرفن".
পৃষ্ঠা ২৭