============================================================
والحكايات في ذلك كثيرة، ولا يمكن تسطير كل ما يسمع لعدم الوثوق بالمخبرين.
حكى لي الشيخ علم الدين البرزالي قال : بلغني أنه وصل لقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة من مصر كتاب يخبر فيه آنه خرج من نفس مصر دون القاهرة وحواضرها في يوم واحد ألف وخمسمائة جنازة، مع أنه معلوم أن مصر لا تبلغ القاهرة ولا تقرب منها.
وكانت الميلادة ليلة السبت السادس عشر من صفر، الموافق للخامس والعشرين من كانون الأول. والأمر مستمر بالديار المصرية من الغلاء والفناء والغرارة القمح بالدمشقي يقع ثمنها بالأرادب بأربع مائة وخمسون(1) درهما، وكل خمس أواق بالدمشقي من الخبز بدرهم نقرة. ونال الضرر للغني والفقير، حتى بلغني أن بعض الناس كان يأتي إلى سماط أكبر الأمراء ومعه مملوك، فيمنع مملوكه من الدخول خشية أن يضيق على مماليكه في راتبهم، وإذا رفع السماط لا يوجد فيه لباب ولا بقية أصلا. وفي كل يوم يعزر جماعة على الدواب بسبب بيع الكلاب والحمير وتدليسه على الناس، وذلك أن الزيادة التي حصلت في النيل ليست بالوافية الكاملة، بل كانت مقاربة، وزرع الناس والزراعات في الأرض لم تنبت .
و أخبرني الشيخ علم الدين بن البرزالي/333/ قال: قرأت في كتاب ورد من القاهرة بخط بعض الثقات ، تاريخه الثاني عشر من المحرم، فيه : وتصدق الله بزيادة النيل، ويوم عيد الفطر نقص البحر عما كان عليه قبل كسر الخليج، فأخذت كتابا من كتب الحديث ففتحته، فإذا فيه حديث الميضأة، وكان أول السطر، وانتهينا إلى الناس حين امتد النهار، وحمي كل شيء، وهم يقولون: يا رسول الله، هلكنا عطشا، فقال: "لا هلك عليكم" . ثم قال: "أطلقوا لي عمري" ودعا بالميضأة فجعل رسول الله ة يصب، وأبو قتادة يسقيهم، فلم يعد أن رأى الناس ما في الميضأة تكابوا عليها. فقال رسول الله : "أحسنوا الملا، كلكم سيروى" .
م بعد ذلك تصدق الله بوفاء ماء السلطان، لكن بقي كلما زاد البحر إصبعا زاد القمح خمسة، إلى أن بلغ الإردب مائة وعشرين درهما .
ثم إن الغلاء ليس في القمح خاصة بل في جميع الأشياء مما يؤكل، فرطل الحم بالدمشقي بسبعة دراهم نقرة، والألية بائني عشر درهما، واللبن بدرهمين،ا
وإغائة الأمة 33، وعقد الجمان (3) 299- 303، ومنتخب الزمان 371/2.
(2) الصواب: "بثلاثة".
(1) الصواب: "وخمسين".
পৃষ্ঠা ২৭৪