فالمشار إليه راسخ في زندقته ، ضائع في سياق ما يلقيه من كفريات الفلسفة ؛ لاحتوائه على فنون كثيرة من العلوم الشرعية والرياضية والفلسفية، فصارت في ذلك عذبة غريبة، ومقاصده فيها غامضة لا يفطن لها إلا كل ناقد يعرف عوره في مقالاته وترتيبه.
فصل
جميع ما يبديه في مصنفاته من الكلام الحق النافع هو ربط واستجلاب لقلوب الطلبة كما يشير إليه في الفتوحات والحكم المربوط وغيرهما؛ فإن الداعي إلى البدعة لا يستجاب له إن لم يكن ذا بصيرة بالدعوة ويستدرج الخلق فيها بلطيف الاستدراج ، بحيث ينقلهم من مرتبة في عقولهم إلى مرتبة أخرى أعلى منها، بحيث تكون تلك المرتبة الأولى ثابتة في العقول، فتسكن العقول في ذلك أولا، ثم يدفق العبارة فتشتاق القلوب إلى حل ذلك أولا؛ فمن العابد ومن المعبود، ومن الشاهد ومن المشهود، كما أنشد: إن قلت عبدا فذلك ميت
أو قلت رب أنى مكلف
فصل
نبدأ أولا - بعون الله تعالى - في حل قاعدة مذهبه قبل نقل كلامه ؛ لتتضح القاعدة أولا في ذهن العاقل، ثم يتفصل عليها جميع ما ننقل عنه من كلامه ، ويستفاد من ذلك أن جميع ما يقوله في جميع كتبه وإن اختلفت عباراتها وتنوعت أنحاؤها وإشاراتها نضما ونثرا فهو مسألة واحدة، وهي- حقيقة القاعدة الآتي ذكرها إن شاء الله تعالى، فهو يقول ثم يحط عليه فلا
পৃষ্ঠা ৩১