العلم، وهذا غلط ، نعم تعرف ذات قديمة أزلية لا يعرف أنها إله ، حتى يعرف المألوه، فهو الدليل عليه، ثم بعد هذا في ثاني حال يعطيك الكشف أن الحق نفسه سبحانه كان عين الدليل على نفسه، وعلى ألوهيته، وإن العالم ليس إلا تجليه في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل وجودها [بدونه]، وأنه يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها، وهذا بعد العلم منا أنه إله لنا، ثم يأتي الكشف الآخر، فتظهر لك صورنا فيه، فيظهر بعضنا لبعض في الحق. يريد بهذا الكلام : أن الكشف لا يكون في أول مرة، لا يعرف الإله حتى يعرف المألوه إلا بمعرفة من إلهه، ثم بعد ذلك يعطيك الكشف بأن العالم ليس إلا تجليه في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل وجودها. يريد بالتجلي: فيض الوجود الذاتي على مرائي الأعيان الثابتة في العدم كما مر أولا ، فإن عنده : أن الأعيان - إن كانت ثابتة في العدم - ليس لها وجود، فلما فاض الوجود عليها وجدت، فصارت بوجودها عالما، فليس العالم إلا مجرد التجلي في صور الأعيان. ثم يأتي الكشف الثاني فيظهر لك صور ثابتة في وجوده الثاني بصور مختلفة لاختلاف أحكام أسمائها لتنوع استعدادها، وهي أسماء وجوده. قال : فيظهر بعضنا لبعض في الحق. وبلغنا أن في بلاد الشرق يجتمعون، فيظهر لهم هذا الوهم الفاسد، وظهور صورهم المختلفة في الوجود الذاتي ، فيسجد بعضهم لبعض ، لأنهم تعارفوا في الحق، فيسجد كل منهم لصاحبه، ويتوهم أنه عينه، وإنما
পৃষ্ঠা ৫৬