7
يصف جهنم وما فيها من ألوان العذاب المقيم. فلما ذكرته بأن الله واسع الرحمة، وأنه غافر الذنب، وقابل التوب. ذعر كما يذعر الصائد حين تجد طريدته منفذا للفرار، وقال على الفور في حدة بهذا يا سيدتي يخدع العصاة أنفسهم، وإن الاعتماد على رحمة الله مطية العابثين. وحينئذ أردت أن أعابث الرجل فقلت: ولم خلق الله لنا النعم يا مولانا في هذه الدنيا؟ فأخذ يغمغم في حيرة ويقول: النعم؟ النعم؟ فقلت نعم النعم. لم خلق لنا الجاه والمال؟ لم أبدع الأزهار الناضرة، والثمار اليانعة، والأطيار المغردة، والأنهار الدافقة؟ لم خلق الصبح السافر، والأصيل الناعم، والبدر الساهر، والليل الساجي؟ كل هذه نعم عظيمة يا مولانا، وفيها يقول جل شأنه:
وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار . وكأنه خشي أن أطيل فلبس خفيه على عجل، وانطلق خائفا مذعورا.
فتنهدت ولادة وقالت: عجيب أمر هؤلاء القوم يضيقون من فضل الله ما اتسع وعظم.
فأسرعت نائلة تقول: ولكن منهم من يستمتع بالنعيم المباح، وتهزه طرائف الشعر والأدب من غير أن يضيع لله حقا. أخبرني أبو عمرو المالقي: أنه كان يزور الجبانة في يوم شديد القيظ، فسعت به قدماه إلى مسجد هناك، فلما بلغه التقى بخطيبه وكان رجلا حسن السمت،
8
ظاهر الزهادة، فلما ذهبا في شئون من الحديث، طلب إليه الخطيب أن ينشده شعرا لبعض الأندلسيين فأنشده:
غصبوا الصباح فقسموه خدودا
واستوعبوا قضب الأراك قدودا
وروا حصى الياقوت دون نحورهم
অজানা পৃষ্ঠা