وأخبرنا الشيخ أبو أحمد ، أخبرنا أبو بكر بن دريد ، أخبرنا عبد الرحمن قال : سمعت عمي يحدث قال : سهرت ليلة من الليالي بالبادية ، وأنا نازل على رجل من أهل القصيم ، وكان واسع الرحل ، كريم المحل ، فأصبحت وقد عزمت على الرجوع إلى العراق ، فأتيت أبا مثواي ، فقلت : إني هلعت من طول الغربة ، واشتقت أهلي ، ولم أفد في قدمتي هذه إليكم كبير علم ، وإنما كنت أغتفر وحشة الغربة وجفاء البادية للفائدة .
فأظهر توجعا . ثم أبرز غذاء ، فتغذيت معه ، ثم أمر بناقة له مهرية ، كأنها سبيكة لجين فارتحلها ، ثم ركب وأردفني وأقبلها مطلع الشمس ، فما سرنا كبير مسير حتى لقينا شيخ على حمار ، فسلم عليه وقال : يا بن عم أتنشد أم تقول فقال : كلا .
পৃষ্ঠা ৫৭