326

হাশিয়াত তারতীব

حاشية الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب على الجامع الصحيح

الجزء الثاني

أبو ستة السدويكشي أبو عبد الله محمد بن عمرو بن أبي ستة

إخراج وتحقيق:

إبراهيم محمد طلاي

مطابع دار البعث، قسنطينة، الجزائر

1415ه/1995م

الباب السادس والأربعون في صلاة الجمعة وفضل يومها

قوله: (نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة) قال ابن حجر: أي الآخرون زمانا الأولون منزلة، والمراد أن هذه الأمة وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية فهي سابقة لهم في الآخرة بأنهم أول من يحشر، وأول من يحاسب وأول من يقضى بينهم، وأول من يدخل الجنة، وفي حديث حذيفة عند مسلم (نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق) إلخ.

قوله: (بيد) قال ابن حجر: بموحدة ثم تحتانية ساكنة مثل (غير) وزنا ومعنى، وبه جزم الخليل والكسائي ورجحه ابن سيدة، وروي ابن حاتم في مناقب الشافعي عن الربيع عنه أن معنى (بيد) من أجل، وكذا ذكره ابن حبان والبغوي عن المزني عن الشافعي، وقد استبعده عياض ولا بعد فيه بل معناه أنا سبقنا بالفضل إذ هدينا للجمعة مع تأخرنا في الزمان بسبب أنهم ضلوا عنها مع تقدمهم ، ويشهد له ما وقع في فوائد ابن المقري من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ (نحن الآخرون في الدنيا، ونحن أول من يدخل الجنة إلا أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا) وفي موطأ سعيد بن عفير عن مالك عن أبي الزناد بلفظ ذلك (بأنهم أوتوا الكتاب)، وقال الداؤودي: هي بمعنى (على أو مع)، قال القرطبي: إن كانت بمعنى غير فنصب على الاستثناء وإن كانت بمعنى (مع) فنصب على الظرف، وقال الطيبي: هي للاستثناء وهو من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم، والمعنى (نحن السابقون للفضل غير أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا)، ووجه التأكيد فيه ما أذيع من معنى النسخ لأن الناسخ هو السابق في الفضل وإن كان متأخرا في الوجود، وبهذا التقرير يظهر موقع قوله: (نحن الآخرون) مع كونه أمرا واضحا، انتهى.

পৃষ্ঠা ১