304

হাশিয়াত তারতীব

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: »فقال: إني أخاف الله رب العالمين«. قال ابن حجر: "والظاهر أنه يقول ذلك بلسانه إما ليزجرها من الفاحشة أو ليعتذر إليها ويحتمل أن يقوله بقلبه، قاله عياض، وقال القرطبي: إنما يصدر ذلك من شدة خوف من الله ومتين تقوى وحياء" انتهى.

قوله: »حتى لا تعلم«. قال ابن حجر: "بضم الميم وفتحها".

قوله: »شماله ما أنفقته يمينه«. قال ابن حجر بعد كلام: "ثم المقصود منه المبالغة في إخفاء الصدقة بحيث أن شماله مع قربها من يمينه وتلازمهما لو تصور أنها تعلم لما علمت ما فعلت اليمين لشدة إخفائها، فهو على هذا من مجاز التشبيه، ويؤيده رواية حماد بن زيد عند الجوزي (تصدق بصدقة) كأنما أخفى يمينه عن شماله، ويحتمل أن يكون من مجاز الحذف والتقدير (حتى لا يعلم ملك شماله). وأبطل من زعم أن المراد بشماله نفسه وأنه من تسمية الكل باسم الجزء فإنه ينحل إلى أن نفسه لا تعلم ما تنفق نفسه، وقيل: هو من مجاز الحذف، والمراد بشماله من على شماله من الناس، كأنه قال: (مجاور شماله)، وقيل: المراد أنه لا يرائي بصدقته فلا يكتب كاتب الشمال، وحكى القرطبي عن مشايخ أن معناه أن يتصدق على الضعيف المتكسب في صورة الشراء، والترويج لسلعته أو رفع قيمتها؛ واستحسنه، وفيه نظر إن أراد أن هذه الصورة مراد الحديث خاصة، وإن أراد أن هذه من صور الصدقة المخفية فمسلم والله أعلم، انتهى.

<1/312>قوله: (فليركع) أي فليصل من إطلاق الجزء وإرادة الكل، قاله ابن حجر.

قوله: »ركعتين«. قال ابن حجر: هذا العدد لا مفهوم لأكثره باتفاق، واختلف في أقله، والصحيح اعتباره فلا تتأدى هذه السنة بأقل من ركعتين، واتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب، ونقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب، والذي صرح به ابن حزم عدمه، ومن أدلة عدم الوجوب قوله صلى الله عليه وسلم للذي رآه يتخطى (اجلس فقد آذيت) ولم يأمره بصلاة كذا استدل به الطحاوي، وفيه نظر.

পৃষ্ঠা ৩০৫