============================================================
انطلقت، ثم حذف الجار اختصارا كما يحذف قياسا من (أن)؛ كقوله تعالى: فلا جناح عليه آن يطوف بهما} [البقرة: 158]؛ أي: في أن يطوف بهما، ثم حذفت (كان) اختصارا أيضا، فانفصل الضمير؛ فصار: (أن أنت)، ثم زيدت (ما) عوضا؛ فصارت: (أن ما أنت)، ثم أدغمت النون في الميم؛ فصار: (أما أنت)، وعلى ذلك قول العباس بن مرداس: أبا خراشة أما أنت ذا تفر فإذ قزمي لم تألهم الضبع أصله: لأن كنت؛ فعمل فيه ما ذكرنا.
والثاني: بعد (إن) و (لو) الشرطيتين،....
الاختصاص عند كل من البيانيين والنحويين، وتخصيض الاختصاص بالبيانيين والاهتمام بالنحويين فيه مقال (قوله فحذفت كان اختصارا) في الاختصار خفاء مع تعويض ما وأنت عن لفظ كنت أشار إلى ذلك الدنوشري (قوله فانفصل الضمير) لتعذر الاتصال لعدم ما يتصل به (قوله إن أنت) خص ضمير المخاطب؛ لأنه على ما قيل لم يسمع الحذف إلا معه (قوله ثم أدغمت النون في الميم) أي: للتقارب في المخرج (قوله فصار إما أنت) تفريع على ما قبله وهذا قول البصريين، وذهب الكوفيون إلى أن أن المفتوحة هنا شرطية؛ ولذلك تدخل الفاء في جوابها ومعنى المثال المذكور عندهم: إن كنت منطلقا انطلقت معك والأول أشهر، ونقل أبو الفتح عن أبي علي: أن ما الخالفة عن كان عاملة في الجزئين عمل ما خلفته، وحجته أنها لما نابت في اللفظ نابت في العمل وزعم أنه مذهب سيبويه (قوله بعد أن ولو الشرطيتين) قال في التصريح؛ لأنهما من الأدوات الطالبة لفعلين فيطول الكلام فيخفف بالحذف، وخص ذلك بأن ولو دون بقية أدوات الشرط؛ لأن إن أم أدوات الشرط الجازمة ولو أم أدوات الشرط الغير الجازمة، كما أن كان أم بابها، وهم يتوسعون في الأمهات مالم يتوسعوا في غيرها انتهى ولينظر هذا مع ما قالوه من أن إذا أم الأدوات الغير الجازمة، ثم الحذف بعد هذين الأداتين هو المشهور، وله موضعان آخران؛ أحدهما: بعد لكن في نحو قوله تعالى: { وللكن رسول الله} 1الأحزاب: 40) أي: ولكن كان رسول الله، فالواو عاطفة جملة على جملة وليست لكن عاطفة 272
পৃষ্ঠা ২৭২