184

============================================================

ش أي: ويقع الخبر جملة مرتبطة بالمبتدأ برابط من روابط أربعة: أحدها: الضمير، وهو الأصل في الربط؛ كقولك: (زيذ أبوه قائم)، فزيد: مبتدأ أول، وأبوه: مبتدأ ثان، والهاء مضاف إليه، وقائم: خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول، والرابط بينهما الضمير.

الثاني: الإشارة؛ كقوله تعالى : ولباس النقوى ذلك خير) (الاصراف : 26)، ف {لباس ومنذ إذا وقعا مبتدأين. وقال الرضي لو لم يعلم كون رجل ما قائما في الدار، جاز أن يقال: رجل قائم في الدار وأن تتخصص النكرة بوجه انتهى. وبقولهم أقول. فصل. (قوله ويقع الخبر جملة) فيه إشارة إلى أن الخبر فاعل بمحذوف، وجملة حال منه، ولولا الفصل لتوهم العطف على قوله الأصل في المبتدأ أن يكون نكرة فيكذب الكلام؛ لأن الأصل في الخبر الإفراد (قوله مرتبطة) أي: وجوبا وإلا لم تعلم الخبرية لاقتضاء الجمل الاستقلال (قوله من روابط أربعة) أوصلها في المغني إلى عشرة فليراجع. فإن قلت: ما الحكمة في جعل الرابط للجملة الواقعة خبرا أعم من رابط جملة الصلة وكذا من الجملة الواقعة صفة أو حالا: أجيب: بأنه لما كان الإخبار بالجملة أكثر من الوصل والوصف والحال ننسب أن يكون رابطها أعم؛ لأن الشيء إذا كثر في الكلام ناسب أن يأتي على أنحاء مختلفة، قاله الحفيد.

ولا يخفى أن دعوى الكثرة في الإخبار دونها مما يصعب إثباتها. وقال المهدي: إنما اكتفى في الجملة الواقعة خبرا بالضمير ولم يربطوها بالواو كالجملة الحالية؛ لأن الحال تجيء بعد تمام الكلام فاحتيج في الأكثر إلى فضل رابط بخلاف الخبر فإنه ركن الكلام فلا يحتاج إلى ذلك. انتهى. وهو يقتضي أن الواو أقوى في الربط وفيه نزاع. وأيضا ما ذكره إنما يفيد عدم اشتراط الربط بالواو لا عدم الربط بها فلعل المرجع في ذلك كله السماع (قوله وهو الأصل) ولذا يربط به مذكورا ومحذوفا مرفوعا نحو: إن هلان لسكحرن} [طد: 23) إذا قدر لهما ساحران، ومنصوبا كقراءة ابن عامر في سورة الحديد وللا وعد الله المشى (النمتاء: 90] أي: وعده، ومجرورا نحو السمن منوان بدرهم أي: منه قاله في المغني. واقتصر في الأوضح على الأخيرين للاختصار لا للحصر (قوله والثاني الإشارة) أي: إلى المبتدأ سواء (234)

পৃষ্ঠা ২৩৪