============================================================
والثاني كقولك: (جاء القاضي) إذا كان بينك وبين مخاطبك عهد في قاض خاص.
وأما التي لتعريف الجنس؛ فكقولك: (الرجل أفضل من المرأة) إذا لم ترد (به) رجلا بعينه ولا امرأة بعينها، وإنما أردت أن هذا الجنس من حيث هو أفضل من هذا الجنس من حيث هو، ولا يصح أن يراد بهذا أن كل واحد من الرجال أفضل من كل واحدة من النساء؛ لأن الواقع بخلافه، وكذلك قولك: (أهلك الناس الدينار والدرهم)، وقوله تعالى: وجعلنا من الماء كل شىء ح} (الانبياء: 30)، و(أل) هذه هي التي يعبر عنها بالجنسية، ويعبر عنها أيضا بالتي لبيان الماهية، وبالتي لبيان الحقيقة.
وأما التي للاستغراق فعلى قسمين؛ لأن الاستغراق إما أن يكون باعتبار حقيقة الأفراد، أوباعتبار صفات الأفراد: الاسم إذا أعيد معرفة يراد به عين الأول، واذا أعيد نكرة يراد به غير الأول، وجعلوا من ذلك: إن مع الشر بسرا "الشرح: 6)، إن مع العسر بترا (الشرح: 6). وهذا معنى قوله لة: ل"لن يغلب عسر يسرين"؛ إذ العسر آعيد معرفة فهو واحد واليسر أعيد نكرة فهو اثنان. قال بعض المحققين : وهذه القاعدة أغلبية وأن الآية مثل إن مع الفارس رمحا وهو لا يدل على أن معه رمحين، والحديث مبني على أن التنوين في يسرا للتعظيم، والتكثير مثله في قوله تعالى: وعلي أبصرهم غشوة (البقرة: ) والقرينة الامتنان والبشارة فهو لذلك منزل منزلة يسرين، وليس في العسر تنوين ليجرى فيه ذلك (قوله وأما التي لتعريف الجنس إلخ) قيل هي التي لا تخلفها كل لا حقيقة ولا مجازا، ونقض بنحو ادخل السوق حيث لا عهد في سوق خاص أي: ادخل سوقا فإن كلا لا تخلف فيه أل وهي ليست للجنس بمعنى الحقيقة كما سيذكره، بل المراد بمدخولها فرد مبهم. ويمكن أن يجاب بأن أل فيه للحقيقة في الحقيقة لكن حملت على فرد للقرينة وهي أن الدخول لا يكون إلا فيه (1) (قوله وإنما أردت أن هذا الجنس إلخ) قال في المغني: الفرق بين المعرف بأل هذه واسم الجنس النكرة (1) جعل بعضهم أل الجنسية لتعريف العهد؛ لأن الأجناس أمور معهودة في الاذعان ولا يخفى ضعفه. منه.
225)
পৃষ্ঠা ২২৫