للشيخ الحر، وأشرنا إلى بعضها في مقدمة منية المريد (1).
والحق مع صاحب الرياض، فإن المحقق الطوسي لم يقرأ على العلامة في الفقه، للأدلة التالية:
أ- توفي المحقق الطوسي في عام 672، ومع الأخذ بنظر الاعتبار عام ولادة العلامة أي 648 يتضح إمامنا أن العلامة كان عمره عندما توفي الطوسي أربعة وعشرين عاما. ومن المستبعد أن يكون نصير الدين قد اشتغل في أواخر عمره بتعلم الفقه، خاصة إذا لاحظنا اشتغاله في تلك الفترة الزمنية بأمور كثيرة، التي ولا شك كانت مانعة من القيام بهذا الأمر، يضاف إلى ذلك أنه من المستبعد أن يقوم العلامة وهو ابن أربعة وعشرين عاما أو أقل من ذلك بتدريس شخصية كالطوسي الذي كان في سني عمره الأخيرة.
ب- لم يسجل أن شخصية ما تطرقت إلى هذا الموضوع قبل الشيخ الحر العاملي، فهو قد انفرد بهذا الرأي، وعلى العكس من ذلك نرى أن أصحاب التراجم يصرحون بأن الطوسي كان تلميذ والده ومعين الدين سالم بن بدران المصري. وقال معين الدين المصري في الإجازة له في عام 619:
قرأ علي جميع الجزء الثالث من كتاب غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع من أوله إلى آخره قراءة تفهم وتبين وتأمل، مستبحث عن غوامضه، عالم بفنون جوامعه، وأكثر الجزء الثاني من هذا الكتاب- وهو الكلام في أصول الفقه- الإمام الأجل العالم الأفضل الأكمل البارع المتقن المحقق، نصير الملة والدين، وجيه الإسلام والمسلمين، سند الأئمة والأفاضل، مفخر العلماء والأكابر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي زاد الله في علائه وأحسن الدفاع عن حوبائه. وأذنت له في رواية جميعه عني، عن السيد الأجل العالم الأوحد الطاهر الزاهد البارع عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قدس الله روحه ونور ضريحه، جميع تصانيفه وجميع تصانيفي ومسموعاتي وقراءاتي
পৃষ্ঠা ৪৩