413

হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

জনগুলি

كالحسنة. قال الحطيئة:

كيف الهجاء وما تنفك صالحة ... من آل لأم بظهر الغيب تأتيني

وهي من الأعمال ما سوه الشرع وحسنه وتأنيثها على تأويل الخصلة أو الخلة واللام فيها للجنس، وعطف العمل على الإيمان مرتبا للحكم عليهما إشعارا بأن السبب في استحقاق هذه البشارة مجموع الأمرين والجمع بين الوصفين فإن الإيمان الذي هو عبارة عن التحقيق والتصديق أس والعمل الصالح كالبناء عليه ولا غناء بأس لا بناء عليه، ولذلك قلما ذكرا منفردين. وفيه دليل على أنها خارجة عن مسمى الإيمان إذ الأصل أن المراد غيري فأجمل الأشياء أن لا أحضر، وإن كنت المراد فسأطلب. فلما جلس النعمان غدا في مجلسه ولم ير أوسا قال: اذهبوا إليه وقولوا له احضر آمنا مما خفت. فحضروا لبس الحلة فحسده قوم من أكابر العرب لأجل أن خصه النعمان بالحلة وقالوا للحطيئة: اهجه ولك ثلثمائة بعير. فقال: كيف أهجو كريما كل ما في رحلي حتى شسع نعلي منه. وأنشد الحطيئة:

(كيف الهجاء وما تنفك صالحة ... من آل لأم بظهر الغيب تأتيني)

قوله: «ما تنفك» من الأفعال الناقصة أي تأتيني تلك الصالحة من آل لاءم ملتبسين بالغيب أي غائبين، والظهر مقحم لتأكيد معنى الغيب حيث أثبت له ظهر يستند إليه ويتقوى به، ومثله كثير فإنهم إذا أرادوا المبالغة في شيء يضيفون إليه الظهر ليدل على قوته. وقوله من «آل لاءم» أيضا متعلق «بتأتيني».

قوله: (وتأنيثها على تأويل الخصلة) يعني أن تأنيث الصالحة مبني على اعتبار كون موصوفها مؤنثا في الأصل أي بعد ما غلب عليها عدم الجري على الموصوف أنثت أيضا اعتبار لتأنيث موصوفها حال جريها عليه، ولم تنقل إلى الاسمية حتى تكون التاء علامة لنقلها من الوصفية إلى الاسمية كما في النطيحة، فإنها منقولة من الوصفية بجعلها اسما للكبش المنطوح الذي مات بالنطح والتاء فيها من حيث استعمالها علامة النقل بخلاف نحو الصالحة والحسنة فإنها من الصفات الجارية مجرى الاسم من حيث استعمالها اسما وعدم إجرائها على الموصوف فكأنها ليس لها موصوف. والخلة بفتح الخاء المعجمة الخصلة. قوله: (واللام فيها للجنس) أي لاستغراق جميع ما يطلق عليه لفظ الصالحات لما مر من قوله: «والجموع وأسماؤها المحلاة باللام للعموم حيث لا عهد» وليس منها معهود خارجي من جنس الصالحة حتى يكون تعريف الصالحات للعهد الخارجي، إلا أنه لا يجوز أن يراد به جميع أفراد الأعمال الصالحة لأن المبشر بالجنة ليس يأتي بجميعها إذ ليس في وسع أحد أن يأتي بكل ما

পৃষ্ঠা ৪১৯