হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
জনগুলি
متصلة بالمعمول، ولأنها لما صيرته ماضيا صارت كالجزء منه وحرف الشرط كالداخل على المجموع، وكأنه قال تعالى: (فإن تركتم) الفعل ولذلك ساغ اجتماعهما. ولن كلا في نفي المستقبل غير أنه أبلغ وهو حرف مقتضب عند سيبويه والخليل في إحدى الروايتين عنه وفي الرواية الأخرى أصله لا إن، وعند الفراء لا فأبدلت ألفها نونا. والوقود بالفتح ما توقد به النار وبالضم المصدر وقد جاء المصدر بالفتح، قال سيبويه: وسمعنا من يقول وقدت النار وقودا عاليا. والاسم بالضم ولعله مصدر سمي به كما قيل فلان فخر وزين «لم» أمس اتصالا بالفعل من حيث إنها تغير معنى المضارع فصارت كلمة «إن» الداخلة على الفعل المنفي ب «لم» بمنزلة الداخلة على المجموع الكائن بمعنى الماضي. فكأنه قيل: فإن تركتم الفعل ولا شك أنها لا تعمل في الماضي. قوله: (ولذلك ساغ اجتماعهما) لأنه اجتماع صوري ولا اجتماع في الحقيقة، لأن مدخول كلمة «لم» ومعمولها هو المضارع وحده لا المجموع ومدخول كلمة «إن» هو المجموع. قوله: (غير أنه أبلغ) يعني أن كلمة «لن» أبلغ من «لا» لأنها لنفي المستقبل نفيا مؤكدا لا مؤبدا كما زعمه البعض. وفي تفسير الكواشي:
أن «لن» أخت «لا» في نفي المستقبل لكن في «لن» زيادة تأكيد ليست في «لا». ومعنى الآية فإن لم تفعلوا معارضة ما نزلنا بإتيان مثله فيما مضى من الزمان ولن تفعلوه أيضا البتة فيما يستقبل، فاحذروا أن تصلوا النار بتكذيبكم. وإنما قيل لهم هذا الكلام بعد أن ثبتت الحجة عليهم في التوحيد وصدق محمد صلى الله عليه وسلم بالآيات السابقة. قوله: (وهو حرف مقتضب) أي مرتجل غير منقول من لفظ آخر. وفي الصحاح: اقتضاب الكلام ارتجاله، تقول: هذا شعر مقتضب وكلام مقتضب وارتجال الخطبة والشعر ابتداؤه من غير تهيئة قبل ذلك. وفي الرواية الأخرى عن الخليل: أصله «لا إن» فحذفت الهمزة للتخفيف، فاجتمع ساكنان الألف والنون فحذفت الألف أيضا فصار «لن». وعند الفراء: أصله «لا» فأبدلت ألفها نونا. قوله: (ما توقد به النار) يعني أن الوقود بالفتح اسم لما يكون سببا لاشتعال النار والتهابها من حطب ونحوه، والوقود بالضم مصدر بمعنى التوقد والاشتعال. وقد جاء المصدر بالفتح والاسم بالضم.
قوله: (قال سيبويه) جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه تأييدا لمجيء المصدر بالفتح.
قوله: (ولعله مصدر) متعلق بقوله: «والاسم بالضم» أي ولعل الوقود بالضم المستعمل اسما مصدر في الأصل ثم جعل اسما لما يوقد به مجازا من قبيل استعمال المصدر بمعنى المفعول كالفخر والزين، فإنهما بمعنى الافتخار والتزين ثم استعملا في معنى ما يفتخر به ويتزين به. والحمل على المجاز اللغوي أولى من الحمل على الاشتراك لأن الاشتراك خلاف
পৃষ্ঠা ৪০৮