হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
জনগুলি
لحكمه تعالى. وقرىء عبادنا يريد محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته، والسورة الطائفة من القرآن المترجمة التي أقلها ثلاث آيات وهي إن جعلت واوها أصلية منقولة من سور المدينة لأنها محيطة بطائفة من القرآن مفرزة محوزة على حيالها، أو محتوية على أنواع من العلم احتواء سور وأصل «فأتوا» «أئتيوا» مثل اضربوا. فالهمزة الأولى همزة وصل أتى بها للابتداء بها لتعذر الابتداء بالساكن، والثانية فاء الكلمة قلبت الثانية ياء لكسرة ما قبلها دفعا لثقل المتكرر واستثقلت الضمة على الياء التي هي لام الكلمة فنقلت إلى ما قبلها بعد سلب حركتها ثم حذفت لاجتماع الساكنين فصار «ائتوا» فلما اتصلت الكلمة بالفاء الجزائية استغنى عن همزة الوصل فسقطت كما هو الأصل في همزات الوصل فعادت الهمزة التي هي فاء الكلمة لأنها إنما قلبت ياء للكسرة التي كانت قبلها وقد زالت. قوله: (والسورة الطائفة من القرآن) يريد تفسير سورة القرآن وإلا فلفظ السورة يطلق على الطائفة من سائر الكتب السماوية كما روي أن من سور الإنجيل سور الأمثال، وروي أيضا أن سائر ما أوحي الله تعالى إلى أنبيائه سورة مترجمة، ومعنى المترجمة الملقبة المسماة باسم مخصوص كسورة الفاتحة وسورة الإخلاص.
وقوله: «طائفة من القرآن» تناول عدة آيات يعبر عنها بنحو العشر والحزب. ولما وصفها بقوله: «المترجمة» خرج عنها مثل تلك الآيات لأن تلك الألفاظ ليست أسماء وألقابا لتلك الآيات ونقض هذا التعبير بآية الكرسي فإنه يصدق عليها أنها طائفة من القرآن مترجمة مع أنها ليست بسورة. وأجيب بأن ما ظن أنه ترجمة لها من مجرد إضافتها إلى الكرسي لم يصل إلى التسمية والتلقيب وقوله: «التي أقلها ثلاث آيات» ليس من قيود التعريف وإلا لوجب أن يصدق على ما يصدق عليه أنه سورة أنه طائفة مترجمة من القرآن أقلها ثلاث مع أنه لا يصدق على شيء من السور، بل المراد منه بيان أن جنس هذه الطائفة المسماة بالسورة تتفاوت أفراده قلة وكثرة وغاية قلتها ثلاث آيات، وبهذا ينكشف المقصود زيادة انكشاف فلا يرد أن هذا القيد يوجب أن لا يصدق التعريف المذكور على شيء من السور. ثم إن واو السورة يحتمل أن تكون أصلية وأن تكون منقلبة عن همزة فإن كانت أصلية يحتمل أن تكون سورة القرآن منقولة من سورة المدينة وهو حائطها، وأن تكون منقولة من السورة بمعنى الرتبة والدرجة الرفيعة. وعلى التقديرين تكون سورة القرآن مجازا من قبيل الاستعارة التصريحية بأن شبهت بسور المدينة من حيث كونها محيطة بطائفة من القرآن كإحاطة سور البلد بالجميع حيث جمعوا سورة القرآن على «سور» بفتح الواو وجمعوا سورة البلد على «سور» بسكونها أو بأن شبهت سور القرآن بالمراتب والمنازل من حيث إن القارىء يترقى فيها واحدة بعد واحدة. ويحتمل أن يكون إطلاق السور بمعنى الرتب على سور القرآن مبنيا على تقدير المضاف أي ذوات سور فإن لها مراتب الطول والقصر والفضل والشرف وثواب القراءة.
পৃষ্ঠা ৩৯১