হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
জনগুলি
كما أقحم جرير في قوله:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكمو
تيما الثاني بين الأول وما أضيف إليه.
لعلكم تتقون (21) حال من الضمير في اعبدوا كأنه قال: اعبدوا ربكم راجين أن تنخرطوا في سلك المتقين الفائزين بالهدى والفلاح المستوجبين لجوار الله تعالى، نبه به على أن التقوى منتهى درجات السالكين وهو التبري من كل شيء سوء الله تعالى إلى الله وأن العابد ينبغي أن لا يغتر بعبادته ويكون ذا خوف ورجاء، كما قال أن تجعل كلمة «من» زائدة على ما هو مذهب الكسائي أو موصوفة بالظرف خبرا لمبتدأ محذوف أي والذين هم أشخاص وأناس كائنون قبلكم وفيه تفخيم لشأنه بالإبهام وإيذان بأن خلقهم أدخل في القدرة، أو موصولة بالظرف كذلك أي والذين هم الذين قبلكم كذا في الحواشي الشريفية. ونقل الطيبي عن صاحب الكشاف رحمهما الله أنه قال: فإن قيل:
«يا تيم» كلام مفيد بنفسه فجاز وقوع «تيم» الثاني تأكيدا له بخلاف الذين في الآية، فإنه غير مفيد بدون الصلة. فكيف يجوز تأكيده ب «من»؟ فالجواب أن الذين بدون الصلة يفيد أيضا فائدة الإشارة وإن كان المشار إليهما مبهما ولهذا رجع الضمير إليه، والضمير إنما يرجع إلى المفيد فإنك تقول الذي فعلته. وأورد عليه أنه لا حسن في هذا السؤال ولا في جوابه. أما في السؤال فلأن الموصول الثاني بمنزلة التأكيد اللفظي فإنه قد يكون بإعادة عين اللفظ الأول وقد يكون بذكر مرادفه والتأكيد اللفظي يجري في الحروف ففي الأسماء الموصولة أولى.
وأما في الجواب فلأنه يدل على صحة تأكيد الموصول قبل تمامه بصلته وليس كذلك لأن الموصولات أدنى حالا في الإفادة والاستقلال من الحروف من حيث إن الموصول لا يتم جزءا إلا بصلة وعائد فهو وحده بمنزلة الجزء من الاسم كالزاء من زيد، ولا كذلك الحرف فإنه وإن توقف في إفادة المعنى على ذكر شيء فلا يصير معه بمنزلة كلمة واحدة فلا يلزم من جريان التأكيد اللفظي في الحروف جريانه في الموصولات، وأنت خبير بأن جعل الموصولات أدنى من الحروف في الإفادة والاستقلال خروج عن الإنصاف.
قوله: (كما أقحم جرير ) الإقحام إدخال الشيء في آخر بشدة وعنف. يعني أنه أقحم الموصول الثاني بين الأول وصلته مع شدة الاتصال بينهما كما أقحم تيم الثاني بين الأول وما أضيف هو إليه وهو «عدي» المذكور. فإن تيم الأول مضاف إلى «عدي» وتيم الثاني مقحم بينهما، وإنما جاز حذف التنوين من الثاني وإن لم يكن مضافا لأن التأكيد اللفظي في الأغلب حكمه حكم الأول وحركته حركة إعرابية أو بنائية فلما حذف التنوين من الأول حذف من
পৃষ্ঠা ৩৬৯