হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
জনগুলি
الخرس والعمى عدم البصر عما من شأنه أن يبصر وقد يقال لعدم البصيرة.
فهم لا يرجعون (18) لا يعودون إلى الهدى الذي باعوه وضيعوه أو عن الضلالة التي اشتروها أو فهم متحيرون لا يدرون أيتقدمون أم يتأخرون وإلى حيث ابتدوا منه كيف يرجعون. والفاء للدلالة على أن اتصافهم بالأحكام السابقة سبب لتحيرهم واحتباسهم.
قوله: (لا يعودون إلى الهدى الذي باعوه) فسر قوله سبحانه وتعالى: لا يرجعون بثلاثة أوجه: مبني الجميع على أن «يرجعون» لازم بمعنى يعودون من معنى رجع بنفسه رجوعا بمعنى عادلا من رجعه غيره بمعنى أعاده. وهذيل يستعملونه لازما البتة وإنما يعدونه بالهمزة ويقولون: أرجعه غيره إرجاعا. ثم كان لازما في نفسه قد يعدى بكلمة «إلى» وقد يعدى بكلمة «عن» ويقتصر على ذكر إحدى الصلتين بناء على أن الأخرى تعلم منها فإن المرجوع إليه يستلزم المرجوع عنه وبالعكس، فإذا ذكرت إحداهما تعلم منها الأخرى وقد لا يعتبر تعلقه بمفعوله الذي تعدى إليه بواسطة حرف الجر فيكون معنى لا يرجعون حينئذ أنه لا يحصل منهم الرجوع والتحول ويجعل انتفاء الرجوع عنهم كناية عن تحيرهم لأنه لازم للتحير كما أشار إليه بقوله: «أو فهم متحيرون»، وقوله: «لا يدرون أيتقدمون أم يتأخرون» استئناف لبيان تحيرهم لما بين الله سبحانه وتعالى موضع المنافقين بقوله سبحانه وتعالى:
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى وضيعوا ما آتاهم من الهدى الفطري واختاروا الضلالة بدله، ورشح استعارة الاشتراء والاستبدال والاختيار بقوله تعالى: فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ثم مثلهم (بمستوقد أوقد نارا) بالسعي والطلب فحين ما أضاءت النار ما حول المستوقد ذهب الله تعالى بنورهم بالكلية وصيرهم مستقرين في ظلمات لا يتراؤون كأنهم غير مبصرين أصلا. ثم بين فذلكة التمثيل ونتيجته بأن شبههم بمن اختلت حواسهم وانتفت قواهم فقال على طريق التشبيه البليغ هم صم بكم عمي بمعنى أنهم بمنزلة الصم من حيث إنهم لا يسمعون قول النذير الصادق الأمين ألا إن صفقتكم خاسرة فارجعوا ، وبمنزلة البكم من حيث إنهم لا يقدرون أن ينطقوا بما ينفعهم، وبمنزلة العمي من حيث إنهم لا يبصرون الآيات الدالة على صدق المنذر وحقية قوله. فلما شبههم بمن اتصف بهذه الأوصاف فرع عليه قوله: فهم لا يرجعون بالفاء الدالة على سببية ما قبلها لما بعدها أي فهم بسبب كونهم بمنزلة الصم البكم العمي لا يرجعون إلى الهدى الذي باعوه وضيعوه أو عن الضلالة التي اشتروها، على أن يكون تعلق فعل الرجوع بالرجوع إليه أو المرجوع عنه مرادا وإذا لم يكن تعلقه بمفعوله الغير الصريح مرادا بل كان المراد بيان انتفاء الرجوع والتحول عنهم يكون انتفاء الرجوع كناية عن التحير لكونه لازما للتحير كما مر آنفا.
পৃষ্ঠা ৩৩১