299

হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

জনগুলি

ومنه قول الشاعر:

أخذت بالجمة رأسا أزعرا ... وبالثنايا الواضحات الذرى درا

وبالطويل العمر عمرا جيذرا ... كما اشترى المسلم إذ تنصرا

الضلالة بما في أيديهم من الهدى واختاروها، وشيء من البدلين ليس من قبيل الأموال والأعيان فلا يعتبر إذ يعتبر في عموم المعنى المجازي للفظ الاشتراء» عموم كل واحد من البدلين لا عموم العين فقط. فقول الفاضل المولى خسرو: سواء كان ذلك الغير من المعاني والأعيان محل بحث وأيا ما كان فلفظ «اشتروا» في الآية استعارة تبعية شبه الإعراض عن الهدى الذي في يده باعتبار تمكنه منه وقدرته على تحصيله محصلا بذلك غيره وهو الضلالة بالاشتراء الحقيقي الذي هو بذل المال لمقابلة العين لاشتمالهما على مطلق الاستدلال فأطلق اسم الاشتراء على الإعراض المذكور ثم اشتق منه لفظ «اشتروا ». قوله: (ومنه قول الشاعر) قيل: هو أبو النجم يصف امرأته أي ومن استعارة لفظ الاشتراء للإعراض المذكور فإن المسلم المتنصر قد أعرض عما في يده من الإسلام محصلا به غيره من النصرانية. والباء في «بالجمة» للبدل، والجمة بضم الجيم رأس استغرق شعرها جميع منابت الشعر بحيث لم يبق شيء من أجزاء الرأس خاليا عن الشعر، وكان ذلك الشعر أكثر من الوفرة وهي الشعر المنتهى إلى شحمة الأذن، ثم اللمة وهي التي ألمت بالمنكبين، والأزعر الأصلع وهو الذي انحسر شعر مقدم رأسه والدردر بضم الدالين منابت أسنان الصبي وقيل الأسنان الساقطة الباقية الأصول. قوله: (وبالطويل العمر) أي وأخذت بالعمر الطويل. فلما قدمت الصفة انقلب العمر بدلا من الطويل أو عطف بيان له. و «الجيذر» بالجيم والذال المعجمتين القصير.

وقوله: «كما اشترى المسلم إذ تنصرا» تلميح إلى قصة جبلة بن الأيهم وهي أنه كان رجلا نصرانيا من غسان وكان آخر ملك من ملوك غسان فقدم إلى عمر رضي الله عنه وأسلم ثم صار إلى مكة فطاف، واتفق أن رجلا من بني فزارة وطىء إزاره فلطمه جبلة فهشم بها أنفه وكسر ثناياه فمضى الفزاري المظلوم إلى عمر فشكا منه فحكم إما العفو وإما القصاص. فقال جبلة: أتقتص مني وأنا ملك وهو سوقة! فقال عمر: شملك وإياه الإسلام فلا تفاضل بينكما إلا في العاقبة. فسأل جبلة التأخير إلى الغد. فلما كان من الليل ركب وبني عمه ولحق بالشام مرتدا. نعوذ بالله. وروي أن جبلة ندم على ما فعل من غير إقلاع وأنشد:

تنصرت بعد الحق عار اللطمة ... وما كان فيها لو صبرت لها ضرر

وأدركني فيها لجاج حمية ... فبعت لها العين الصحيحة بالعور

فيا ليت أمي لم تلدني وليتني ... صبرت على القول الذي قاله عمر

পৃষ্ঠা ৩০৫