269

হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

জনগুলি

سبق اختيار منهم. ولما كان حدوث هذه الأمور الزائدة على ما في قلوبهم من الأمراض المجازية مبنيا على كسب المكلف إياها وصرف اختياره وإرادته إليها كان الظاهر إسنادها إلى المكلف، وكان إسنادها إليه تعالى خلاف الظاهر لأن كونها مخلوقة لله تعالى مبني على كسب العبد إياها وصرف اختياره إليها فإسنادها إلى العبد بالقصد والاختيار سابق على إسنادها إليه تعالى بالخلق والإيجاد إلا أن تلك الزيادة أسندت إليه تعالى من حيث إنها أي من حيث إن تلك الزيادة التي هي في معنى المرض مؤولة به مسببة عن فعله تعالى. فإن القدر الزائد على ما في قلوبهم من أصل المرض المجازي، وإن كان مسندا إليهم واقعا بقصدهم واختيارهم إلا أنه لما كان مسببا عن فعله تعالى أسند إليه تعالى فإنه تعالى لو لم يزد التكاليف ولو لم يكرر إنزال الوحي ولم يضاعف نصر الرسول لما زادوا على ما في قلوبهم من الكفر وسوء الاعتقاد ونحوهما من الأمراض المجازية أسندت زيادتها إليه تعالى لأن تلك الزيادة المكتسبة لما وقعت بسبب ما فعل الله تعالى من زيادة التكاليف صارت مسندة إليه تعالى من هذا الوجه. وبالجملة المرض الذي أسندت زيادته إليه تعالى إن أريد به الأفعال المذكورة فهي ليست بأمر آخر، وإن أريد ما يترتب عليها من الأمراض فهي غير مسندة إليه تعالى. وتقرير الجواب أن المراد به الثاني، إسناد زيادتها إليه تعالى مع كونها مترتبة على اختيارهم من قبيل إسناد الشيء إلى موجد سببه مجازا فإنهم إنما ازدادوا كفرا وضغينة وحسدا ومعاداة للنبي صلى الله عليه وسلم بسبب أنه تعالى فعل الأفعال التي هي أسباب ازدياد مرضهم. فإنه تعالى كلما زاد تكليفا فأنكروه ازداد كفرهم وسوء اعتقادهم وكلما كرر إنزال الوحي على رسوله وسمعوه وكلما نصره وزاده ازداد كفرهم وحسدهم، فكان الله تعالى هو الذي زادهم ما ازدادوه فأسندت الزيادة إليه تعالى على طريق إسناد الفعل إلى المسبب كما أسند إلى نفس السبب في قوله تعالى: فزادتهم رجسا إلى رجسهم [التوبة: 125] فإن السورة سبب لتلك الزيادة من حيث إنهم إذا سمعوها أنكروها وكفروا بها. وإسناد الشيء إلى سببه أو مسببه غير خارج عن قانون البلاغة. وقوله: «من حيث أنه مسبب» أي من حيث إن تلك الزيادة، وتذكير الضمير الراجع إليها لكونها في تأويل المرض. قوله: (ويحتمل أن يراد بالمرض ما تداخل قلوبهم من الجبن والخور) عطف على قوله: «تحتملهما» يعني أن المرض المذكور في الآية كما يحتمل أن يراد به ما يعرض إلى جرم القلب وأن يراد به الأعراض النفسانية التي تخل بكمالها في باب العقائد الدينية كالجهل وسوء الاعتقاد أو في الأخلاق بأن يكون من الرذائل القلبية كالحسد والضغينة وحب المعاصي، يحتمل أيضا أن يراد به الأعراض النفسانية التي تخل بكمالها في باب الأخلاق بأن يكون من الرذائل في الهيئات

পৃষ্ঠা ২৭৫