হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
জনগুলি
معاملة الله من حيث إنه خليفته كما قال: ومن يطع الرسول فقد أطاع الله [النساء: 80] إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله [الفتح: 10] وإما أن صورة صنيعهم مع الله تعالى من إظهار الإيمان واستبطان الكفر وصنع الله معهم من إجراء أحكام المسلمين عليهم وهم عنده أخبث الكفار وأهل الدرك الأسفل من النار استدراجا لهم، وامتثال الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أمر الله في إخفاء حالهم وإجراء حكم الإسلام عليهم مجازاة لهم إليه مقامه وهو جائز في كلام العرب عند الأمن من التباس المراد. وأما الثاني على اعتبار المجاز العقلي في النسبة الإيقاعية حيث أوقع فعل المخادعة على غير ما حقه أن يوقع عليه، فإن حقه أن يوقع على ما يصح عليه الخدع وأوقع عليه للملابسة بينهما من حيث إنه خليفته في أرضه والناطق عنه بأوامره ونواهيه مع عباده. ومثل هذه العلاقة كما يصح أن يسند إلى الأصل ما حقه أن يسند إلى النائب بأن يقال: قال الملك كذا ورسم الملك بكذا، وإنما القائل وزيره ومن ناب منابه، يصح أيضا أن يوقع على الأصل ما حقه أن يوقع على النائب كما في قوله تعالى: يخادعون الله في موضع يخادعون رسول الله وفي إيثار هذه الطريقة تفخيم أمر الخليفة وتعظيم شأنه حيث جعل مخادعة خليفته بمنزلة مخادعة نفسه. فثبت بهذين الوجهين جواز أن يراد بقوله تعالى: يخادعون الله أنهم يخادعون رسوله والذين آمنوا. وبقي الكلام في توجيه صدور وجه الخدع من كل واحد من الجانبين متعلقا بالآخر حتى يكون قوله: يخادعون على أصله لا بمعنى يخدعون، فإن كونه بمعنى يخدعون سيذكر بعد قوله: «ويحتمل» فيجب أن يكون يخادعون في هذين الوجهين باقيا على أصل معناه. وصدوره من المنافقين حقيقة متعلقا بالرسول والذين آمنوا ظاهر، وأما صدوره منهما كذلك بالمنافقين ففيه خفاء لأن صدور الخدع من الرسول والمؤمنين في حقهم حقيقة ليس بظاهر، ولا مجال لأن يكون الخدع من أحد الجانبين حقيقة ومن الآخر مجازا لاتحاد اللفظ، وإن جعل مجازا منهما يكون هذا الوجه بعينه هو الوجه الثاني الذي أشار إليه بقوله:
«وأما أن صورة صنيعهم» الخ والصنيع من صنع به صنيعا قبيحا، والصنع بالضم من صنع إليه معروفا. وهذه الجملة في محل الرفع عطفا على قوله: «أما مخادعة رسول الله عليه الصلاة والسلام».
قوله: (وصنع الله) مجرور معطوف على «صنيعهم» وقوله: «استدراجا» علة لقوله:
«صنع الله» وقوله: «وامتثال الرسول» مجرور معطوف على قوله: «صنع الله» وقوله: «في إخفاء حالهم» متعلق بالامتثال وقوله: «مجازاة لهم» علة للامتثال المذكور وقوله: «صورة صنيع المخادعين» خبر أن المفتوحة، ولفظ المخادعين على لفظ التثنية لا على صيغة الجمع. قال الشريف المحقق: والحاصل أن بينهم من الجانبين معاملة مشبهة بالمخادعة
পৃষ্ঠা ২৬৫