202

হাশিয়া চালা তাফসির বায়দাওয়ি

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

জনগুলি

وذلك إنما يحصل باستفراغ الكفر وإدامة النظر فيما نصب من الحجج والمواظبة بها عنها عند تفسير معانيها مثل قولنا: «من» معناه ابتداء الغاية «وفي» معناها الظرفية «وكي» معناها الغرض. فهذه ليست معاني الحروف وإلا لما كانت حروفا بل تكون هي أسماء لأن الإسمية والحرفية إنما هي باعتبار المعنى، وإنما هي متعلقات لمعانيها بمعنى أن هذه الحروف إذا أفادت معاني ردت تلك المعاني إلى هذه المعاني المستقلة بالمفهومية بنوع استلزام لأن معاني الحروف معان نسبية مخصوصة وهذه المعاني معاني مستقلة بالمفهومية عامة والخاص يستلزم العام. ولما كان المستعار أصالة في قوله تعالى: على هدى هو متعلق معنى كلمة «على» وهو الاستعلاء حيث عبر عن تمكن المتقين من الهدى واستقرارهم على طريق التعبير باسم المشبه به عن المشبة بين أن المتقين وإن لم يستعلوا على الهدى حقيقة إلا أنه شبه تمسكهم بالهدى وتمكنهم منه باستعلاء الراكب على مركوبه في التمكن والاستقرار فأطلق اسم الاستعلاء على التمسك والاستقرار، ثم عبر عن الاستعلاء المستعار بالحرف الموضوع للاستعلاء فسرت الاستعارة الواقعة في متعلقه إليه فكان استعارة تبعية.

ومعنى التمثيل التصوير فإن المقصود من الاستعارة تصوير المشبه بصورة المشبه به إبرازا لوجه الشبه فيه بصورته في المشبه به من غير أن يكون ناقصا عن ما في المشبه به كما في صورة التشبيه فإذا قلت: رأيت أسدا يرمي. فقد صورت المشبه وشجاعته بصورة الأسد وجراءته. فكذلك في الآية صور تمكنهم من الهدى وتمسكهم به واستقرارهم عليه بصورة استعلاء الراكب على مركوبه في التمسك والاستقرار فاستعير له الحرف الموضوع للاستعلاء، كما شبه استعلاء المصلوب على الجذع واستقراره عليه باستقرار المظروف في الظرف فاستعير له الحرف الموضوع للظرفية في قوله تعالى حكاية عن فرعون ولأصلبنكم في جذوع النخل [طه: 71] ولما كان تشبيه الهدى والجهل ونحوهما من المعاني والأوصاف القائمة بالنفس بالمركوب عليه الذي يعتلى عليه حقيقة مما يستبعد في بادىء النظر أراد إزالة استبعاده فقال:

«وقد صرحوا» به أي تشبيه نحو الهدى بالشيء الذي يعتلى عليه ويركب وإن ذلك شائع متعارف فيما بين الخلق حيث قالوا: امتطى الجهل وغوى أي ركبة واتخذه مطية ومركبا، وقالوا أيضا: اقتعد غارب الهوى فإن معناه ركب الهوى لأن الغارب ظهر الدابة ما بين السنام والعنق، والقعود على غارب الدابة كناية عن الركوب عليها. وكل واحد من المثالين من قبيل الاستعارة بالكناية حيث شبه الجهل والهوى بالمطية وأثبت لهما ما يلزم المشبه به وهو الامتطاء والغارب على سبيل التخييل ورشح بذكر الاقتعاد الملائم للمشبه به. قوله: (وذلك) أي كونهم على الهدى بمعنى تمكنهم منه واستقرارهم عليه إنما يحصل باستفراغ الفكر وإدامة النظر فيما نصب من الحجج ليحصل كمال القوة النظرية، وبالمواظبة على محاسبة النفس في

পৃষ্ঠা ২০৮