من ذلك أن الاسم يوافق السمو في التركيب، ولما لم يكن كافيا اشتقاقه منه بل لابد معه من التناسب في المعنى أشار إليه بقوله (لأن التسمية تنويه) يقال ناه ينوه ارتفع، ونوهته رفعته (والإشادة) رفع الصوت بالشئ، وأشاد بذكره: رفع قدره، وفى التسمية رفع للمسمى عن حضيض الخفاء إلى منصة الظهور ليتحلى بأعين البصائر وإعلاء قدره حيث جعل معتدا به ونصب علامة بإزائه (ومنه) أي ومن أن التسمية تنويه بالمسمى (والنبز بمعنى النبر) بالراء المهملة ومنه المنبر، وأما القشر الأعلى من النخلة فهو النبز بالزاي المعجمة وكسر النون (قوله فلم حذفت) وأراد أن وضع الخط على حكم الابتداء دون الدرج، إذ الأصل في كل كلمة أن تكتب على صورة لفظها بتقدير الابتداء والوقف عليها، فكان يجب أن تكتب الهمزة ههنا لثبوتها في الابتداء كما كتبت في باسم ربك، وعبر عنها بالألف إذ هي هنا على صورته في الخط. فإن قلت: الجواب ليس إلا أن حذفت الألف في الخط لكثرة الاستعمال فباقي الكلام مستدرك. قلت: بين في الجواب أن وضع الخط على الابتداء دون الدرج تصريحا بالمقدمة التي طواها في السؤال، ولابد منها ليتضح تفريعه بالفاء عما قبله، وذكر حديث التعويض وتأييده بقول أعدل بنى مروان إشارة إلى أن الأصل أيضا مرعى بقدر الإمكان جمعا بين قاعدة الخط والاستعمال، ثم إن في تطويل الباء وإظهار السين وتدوير الميم تحسينا للخط محافظة على تفخيم الاسم نظرا إلى جلالة ما أريد به من أسماء الله المعظمة بكبرياء مسماها والموجود في النسخ المعتبرة السينات جعل كل سنة سينة مجازا مبالغة في إظهارها كأنه قال: اجعل كل سنة بمنزلة سينة في الظهور. قال: وهذه أصح رواية ودراية ردا على من قال: السينات أصح رواية، والسنات بدلها أصح دراية (قوله أصله الإله) أما ثبوت الهمزة في إله أصله فلوجودها في تصاريفه، وأما كونه على الصيغة المخصوصة أعني الإله فلاستعمالها في معناه، كما في قوله: معاذ الإله، وتمامه:
* ولا دمية ولا عقيلة ربرب * الدمية بالضم: الصورة المنقوشة من العاج ونحوه، وعقيلة كل شئ أكرمه، والربرب: السرب من بقر الوحش استعاذ بالله من تشبيه الحبيبة بهذا الأشياء التي جرت عادة الشعراء على تشبيه المحبوبة بها. ولما اشتملت الاستعاذة على معنى النفي أتى بلا تأكيدا له كقوله * أبى الله أن أسموا بأم ولا أب * وذكر الجوهري أن سيبويه جوز أن يكون أصله لاها من لاه يليه إذا استتر، ثم أدخلت عليه الألف واللام فجرى مجرى الاسم العلم كالقياس والحسن، إلا أنه يخالف الأعلام من حيث كان غير صفة، وقولهم: يا الله بقطع الهمزة إنما جاز لأنه ينوى به الوقف على حرف النداء تفخيما للاسم، ويضعفه استعمال إله بمعنى المعبود وإطلاق الإله على الله سبحانه (قوله ونظيره) أي في ثبوت الهمزة في أصله (الناس وأصله الأناس) أما ثبوت الهمزة في أصله فلدورانها في وجوه تصريفه، وأما صيغة الأناس فلكونها بمعناه. وقيل لما كان الإله والناس مع
পৃষ্ঠা ৩৫