وكنت ملازما له في الغالب من حال التكليف إلى أن توفاه الله تعالى ، فعرفة طريقته ، وسبره سيرته ، فلم نجده إلا علما يهتدي به الأبرار ، وتستضئ بنور علمه الأقمار ، لم يجلس إليه أحد إلا بغض إليه الدنيا وحقرها وحذره نار حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وطعام أهلها القيح والصديد ، حتى أن بعض السامعين له في الوعظ يقول : " أما إذا وعظ سيدنا العلامة محمد بن يحيى مرغم فوالله كأني أتصور الجنة والنار أمامي " لذا وجب علينا أ، نذكر بعضا من أحواله وإن كان فضله كالشمس في أفق السماء ،
والشمس إن خفيت على ذي مقلة نصف النهار فذاك محصول العمى
وإن كان موفور فضائله لاتحصى ، ومشكور سعيه لايستقصى مع أني لست من أهل هذا الشأن ، ولامن فرسان ذلك الميدان سيف ولاسنان ، ولكنه عول علينا في ذلك من لايسعنا إلا إجابته وهو الولدالسيد صفي الإسلام أحمد بن قاسم الداعي ثبته الله ، ونور بصيرته ، ورزقه معرفة علم آبائه ، لأنه لما اطلع على مصنفات والدنا العلامة بهره ماوجد وحار لبه فيما نقد ، وقال لي : " وهل يجوز إهمال مثل هذا العبقري ، وعدم التعريف به والتنويه بذكره ؟ " ، فأجبته إلى ذلك طمعا في قول رسول الله صلى اللع عليه وآله وسلم : ( من أراد أن يكرمني فليكرم أحبابي ) قيل : " من أحبابك يارسول الله ؟ " قال : ( العلماء ) ، ولما له علي من الحق الأكيد ، وأسأل الله أن يجعله لي عنده من الآثار المكتوبة لديه ، ومما يكرمني به يوم المصير إليه ، فلقد قام لطلب العلم الشريف بمدينة صعدة مع شد الحاجة والفقر كما أخبرني شفاها ، ولم يلحقه من أجله ضعف ولاوهن بل صبر لما ناله ، ورضيه في السر والعلن .
পৃষ্ঠা ২