হাসাদ ফালসাফি
الحصاد الفلسفي للقرن العشرين : وبحوث فلسفية أخرى
জনগুলি
وقد قامت نظرية بلوخ النقدية على تفتيت بنية الواقع، واستخلاص شعاع أمل جديد كامن في أعماق واقع مظلم، بل وأحيانا ميئوس منه، أي إن نقده مفعم بخلفية متفائلة على خلاف الخلفية المتشائمة التي اجتاحت التيار النقدي اللاحق. وقدم بلوخ يوتوبيا ترتبط بالتاريخ العقلي الذي ما زال يحقق نفسه بأن يظهر للنور الجوهر اليوتوبي والحقيقة أو الماهية الجوهرية للشيء. وتساعد اليوتوبيا هذه الحقيقة على أن تبرز إلى الواقع ومن خلاله أيضا، فتكشف عن كيفيات جديدة في الطبيعة عن طريق العقل الخيالي أو اليوتوبي الذي يستخلص الممكن من الواقع اليومي العيني، ولا يتم هذا إلا بالاعتراف بالواقع، ورفضه في آن واحد، كما أنه ليس هناك حد فاصل بين الممكن والواقع؛ لأن الواقع كان ممكنا في الماضي، وما زال ممكنا في المستقبل.
29
وبتأثير من النزعة النقدية عند كل من لوكاتش وبلوخ - مع مؤثرات أخرى لا يتسع هذا المجال المحدود لذكرها - ظهرت مجموعة من المفكرين النقديين الشبان الذي ركزوا جهودهم على الاهتمام بالأبحاث الاجتماعية النقدية وبلورتها في نظرية مستقلة وتوجيهها من كونها مجرد جهود فردية متفرقة إلى تيار نقدي مستقل، هو الذي أشرنا إليه من قبل، وعرف باسم مدرسة فرانكفورت «وهو الاسم الذي عرف به أعضاء المدرسة بعد الحرب العالمية الثانية. أما من ناحية المنهج الذي اتبعوه في النظر والتطبيق فقد استندوا فيه إلى روح الفلسفة الماركسية مع الابتعاد عن معظم مقولاتها الأساسية، ومن ثم عرفوا باسم أصحاب النظرية النقدية»،
30
وكان أدورنو (1903-1969م) - وهو من أهم أعضاء الجيل الأول لهذه المدرسة - قد انتقد العقل الذي أشادت به حركة التنوير وأعلت من شأنه، فعرض في كتابه «جدل التنوير» - الذي اشترك في تأليفه مع صديقه هوكهيمر - فكرة التدمير-الذاتي للتنوير، وأكد أن الفلسفة الوضعية قد أصابته بالانتكاس أو النكوص. فالتنوير الذي مجد العقل وآمن به إيمانا لا حد له، وكان «هدفه هو تحرير الإنسان من التعصب والخوف ومن السلطة المطلقة وتجريد العالم من سحره القديم لصالح المعرفة العلمية التجريبية»،
31
هذا التنوير قد أصابته انتكاسة ترجع إلى مصدرين: «الأول هو النزعة العلمية أو الوضعية التي حددت العلم بوقائع معينة، واستبدلت الصيغ الرياضية بالمفاهيم، وحولت الكيفيات إلى وظائف، ورفضت أي شيء يمكن اعتباره وهما أو خيالا أو بلا معنى. والثاني هو العقل الأداتي غير النقدي للعلم الذي اعتمد على الشكلانية (النزعة الشكلية). فالعلم كمنهج تحليلي لا يستطيع أن يضفي معنى أو قيمة على أي شيء غير قابل للقياس وغير خاضع للصيغة الرياضية.»
32
والأداتية محددة أو مشروطة بالواقع؛ لأن العلم يتعلق بالقوة (أو بالسلطة المهيمنة)؛ ولذلك ينتج فكرا «مشيئا» خاليا من المضمون، بل هو المنهج والفاعلية والتنظيم والتقنية، وبالتالي انحدر التنوير من الوعي بالثورة إلى مجرد وسائل لتحقيق تلك الغاية.
إن التنوير الذي كان هدفه الأصلي هو تحرير العقل البشري من الأسطورة تحول هو ذاته إلى أسطورة تخفي الهيمنة والسيطرة والتسلط، وسعى إلى تأييد الواقع السائد، ولم يعد يخدم قضية الحرية، بل حرص على إخضاع كل شيء متفرد تحت لوائه، وجعل حرية السيطرة الكامنة فيه تسود الأشياء، ثم ترتد إلى وجود الإنسان نفسه ووعيه. وأنتجت النزعة العقلية غير الثورية تسلطية جديدة، وأصبح الهدف النهائي للعقل «المستنير» هو السيطرة على الطبيعة عن طريق التكنولوجيا. «فالعقل الذي حرر الإنسان من سلطة الطبيعة، يبرر الآن سيطرته على الإنسان نفسه باعتباره جزءا من الطبيعة التي يسيطر عليها، بل ويقوم بعملية «تكيف» مع حضارة لا إنسانية»
অজানা পৃষ্ঠা