ما قام من ثورات علوية تريد الاستيلاء على الخلافة، وقد ظهر في أيام الرشيد الإمام موسى الكاظم الذي سمي كاظما لصبره وكظم غيظه ودماثة خلقه، ومقابلته الإساءة بالإحسان، وكان محبوبا من جميع أهل المدينة، فخشي منه الرشيد، وأمر بالقبض عليه، وأتى به إلى بغداد، وسلمه إلى أخت السندي بن شاهك ... وكانت امرأة فاضلة عاملت سجينها بالعطف والإحسان، فظل مسجونا حتى توفي في منزل سجينته، وخلفه في إمامة الشيعة ابنه علي الرضا، وكان أعلم أهل بيته في الفقه والآداب.
ومن النوع الرابع:
ما ظهر من الوليد بن طريف الشاري الشيباني، وقد كان زعيم الخوارج في أيامه، وكان شجاعا فتاكا يقيم بنصيبين والخابور، فخرج في خلافة الرشيد في حشد حاشد، فأرسل إليه هارون يزيد بن مزيد الشيباني فظهر عليه يزيد وقتله.
وكان للوليد هذا أخت تسمى الفارعة تجيد الشعر، وتسلك سبل الخنساء في مراثيها لصخر، وقد رثت أخاها الوليد في قصيدة من قصائدها بقولها:
فيا شجر الخابور ما لك مورقا
كأنك لم تجزع لموت طريف
فتى لا يحب الزاد إلا من التقى
ولا المال إلا من قنا وسيوف
حليف الندى ما عاش يرضى به الندى
فإن مات لا يرضى الندى بحليف
অজানা পৃষ্ঠা