77

যুদ্ধ এবং শান্তি

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

জনগুলি

ومنذ تلك اللحظة، لم يعد أحد يهتم ببيير الذي لازم جناحه في الدور الثاني من الفندق.

ولما دخل بوريس عليه، كان بيير يذرع غرفته بعصبية وانفعال، فيتوقف حينا في إحدى الزوايا، ويحدق من فوق نظارتيه في الجدار، أو يقاتل بذراعه عدوا غير منظور، وكأنه يشطره بسيف إلى شطرين، ثم يعود إلى مشيته التي تتخللها حركات عنيفة من الذراعين، وهزات من الكتفين، وكلمات متفككة لا ارتباط بينها.

كان يقول مشيرا بإصبعه إلى لا شيء، وكأنه يهدد عالما خفيا، وهو مقطب الحاجبين: لقد عاشت بريطانيا، ولقد حكم على بيت

1

بوصفه خائنا للأمة ولحقوق الأشخاص ب...

كان يتخيل نفسه في تلك اللحظة نابليونا حقيقيا، «نابليون» بالذات، سيد لندن، بعد اجتياز البادوكاليه إلى بريطانيا في تلك المحاولة الخطيرة، والحكم على بيت بعقوبة لم يجد وقتا لتحديدها؛ لأنه توقف عندما رأى ضابطا شابا، مهيب الطلعة، يدخل إلى غرفته فجأة. لم يعرف بوريس للوهلة الأولى؛ لأنه تركه غلاما في الرابعة عشرة من عمره، فنسيه تماما. مع ذلك، فقد استقبله مصافحا ببشاشة، وهو يبسم له ابتسامة ودية، مدفوعا بطيبة نفسه البديهية، التي تجعله ينظر إلى كل الناس من زاوية بريئة مرحة.

قال بوريس بلهجته المتزنة، وهو يقابل ابتسامته بمثلها: هل تذكرني؟ لقد جئنا - أمي وأنا - لنقدم تمنياتنا للكونت، لكن صحته ليست على ما يرام كما يقولون.

فأجاب بيير، وهو يتساءل عبثا أين ومتى رأى هذا الشاب من قبل: نعم، إن صحته - كما يبدو - ليست على ما يرام، إنهم يزعجونه غالبا.

أدرك بوريس أن بيير لم يعرفه، مع ذلك فقد ظل ينظر في عينيه دون ارتباك، ودون أن يقدم نفسه إليه، قال - بعد فترة صمت طويلة أزعجت بيير: إن الكونت روستوف يرجوك أن تتناول طعام العشاء عنده بعد قليل.

فهتف بيير مسرورا: آه، الكونت روستوف! إنك إذن إيلي، ابنه! تصور أنني لم أعرفك للوهلة الأولى، هل تذكر نزهاتنا على جبل العصافير مع مدام جاكو؟ إن ذلك ليس قديم العهد.

অজানা পৃষ্ঠা