106

যুদ্ধ এবং শান্তি

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

জনগুলি

لم يكن في البهو الكبير إلا الأمير بازيل وكبرى الأميرات، كانا جالسين قرب لوحة كاترين الثانية، يتحادثان بحمية، لكنهما توقفا عندما شاهدا بيير ورفيقته.

غمغمت الأميرة: إنني لا أستطيع رؤية هذه المرأة.

وخيل لبيير أن الأميرة أخفت شيئا ما.

قال الأمير مخاطبا آنا ميخائيلوفنا: إن كاتيش تقدم الشاي في البهو الصغير، فاذهبي إلى هناك يا آنا ميخائيلوفنا وتناولي شيئا، وإلا فإنك لن تصمدي يا صديقتي المسكينة.

ولم يوجه كلمة واحدة إلى بيير، لكنه ضغط على ذراعه بحنان أسفل الكتف، واقتادت آنا ميخائيلوفنا بيير إلى البهو الصغير.

كان الطبيب لوران واقفا أمام مائدة محملة بأدوات الشاي وألوان الطعام البارد، وقد انتظم حولها كل الأشخاص الذين قضوا الليل في الفندق. قال الطبيب وهو يفرغ قدحه الرقيق المصنوع من الخزف الصيني بجرعات صغيرة: ليس هناك ما يشحذ الهمة بعد ليلة بيضاء أكثر من قدح من هذا الشاي الروسي الممتاز.

كان يتحدث بحيوية متزنة دون أن يبدو عليه شيء مما يعتلج في صدره، تذكر بيير تلك القاعة الصغيرة المستديرة ذات المرايا والنضد، تذكر أنه كان في السنوات القديمة الماضية، عندما كان الكونت يحيي حفلات راقصة، يفضل الجلوس في هذا المكان ليراقب السيدات وهن في أبهى زينتهن، عندما يخطون بتيه أمام تلك المرايا التي تحيط بها أضواء مشعة، فيتأملن هندامهن وأكتافهن العارية، وأعناقهن التي تحيط بها المجوهرات والماسات الفاخرة الثمينة، فتنعكس الأضواء عليها وتشع إشعاعات تخطف الأبصار، ورأى أن شمعتين بسيطتين كانتا تضيئان تلك القاعة الصغيرة بالذات بدلا من أنوار أمس الساطعة، وأن أقداحا وصحافا مبعثرة على تلك النضد التي يحيط بها أشخاص من كل نوع، مرتدين الألبسة العادية، يهمسون في الظلام وهم يبرهنون بأقوالهم وإشاراتهم على أنهم لم ينسوا بعد الحدث الجسيم الذي وقع منذ حين في غرفة النوم المجاورة. لم يأكل بيير شيئا رغم شهيته القوية، وبينما كان يلتفت إلى آنا ميخائيلوفنا ليسألها بنظرة كعادته، رآها تسير على أطراف قدميها نحو البهو الكبير، فقدر من جديد أن الأمر «ينبغي أن يكون كذلك»، وقرر بعد لحظة تردد أن يتبعها، ولما تخطى الباب، رآها منتصبة أمام كاتيش وهي محتدمة معها بنقاش عنيف بصوت منخفض، كانت السيدتان تتكلمان معا في وقت واحد.

قالت كاتيش، وهي مضطربة متطورة كما كانت منذ حين عندما صفقت الباب في وجه آنا ميخائيلوفنا: اسمعي يا أميرة ... أظنني أعرف ما هو محتشم وما هو غير محتشم.

غير أن آنا ميخائيلوفنا أجابت ملمحة، وهي تقف بين مخاصمتها والطريق إلى غرفة النوم: ولكن يا عزيزتي فكري في أن تصرفك سيزعج عمنا المسكين الذي هو في مسيس الحاجة إلى الراحة، إن التحدث معه في مثل هذا الوقت عن أشياء تخص هذا العالم بينما هيئت روحه للصعود إلى العالم العلوي.

كان الأمير بازيل جالسا على مقعده لافا ساقا على ساق كعادته، وكان حذاءاه المترهلان ينتفضان بحركات تشنجية، وقد اتخذا شكلا غريبا، فكانا يبدوان عند أسفلهما أكثر عرضا من حالتهما الطبيعية ، وفيما عدا ذلك ، كان يبدو عليه عدم الاهتمام بحديث السيدتين، قال: هيا يا آنا ميخائيلوفنا الطيبة، دعي كاتيش وشأنها، إنك لا تجهلين مدى حب الكونت لها.

অজানা পৃষ্ঠা