وجد شمس الدين نفسه في الدهليز مرة أخرى. عقب إغلاق الباب وراءه. سبح الظلام في المكان وتسرب إلى حنايا نفسه. أخلفت النار رمادا خانقا وزفرت الدنيا فتورا وأسى.
وعند نهاية الدهليز رأى شبح عيوشة على ضوء النجوم الباهت. همست له وهو يمضي: الأمل في شهامة الرجال لا يخيب.
فتجهم حانقا ومضى مثقلا بالأسى.
32
لقد أخطأ ولكن خطأ الآخرين أفدح. وهو مبلبل البال ولكنها امرأة داهية. لن يقع في الشرك كأبله. لن يقامر بمعدنه النفيس، ولو تحمل ألما وكدرا. إن قوى الظلام تتآمر عليه، كما تتآمر عليه أمه ونزعات ضعفه، ولكنه جدير بخوض المعارك.
33
وزفت عجمية دهشان إلى شمس الدين الناجي.
وتصدى له شعلان الأعور وهو يقول: هذه ليلة يطيب فيها الخروج على الأصول.
ومضى به إلى غرزة خليل سكر، ومن الغرزة مضى به إلى بوظة عليوة أبو راسين.
وسارت الزفة التقليدية تجوب أطراف الحي يتقدمها الطبل والزمر، وتحدق بها النبابيت. لم يعترضها معترض، وبها رسخت مهابة الفتوة الأكبر.
অজানা পৃষ্ঠা