وقبل أن يجيبه عاشور قال: حدثني ابنك حسب الله عما عزمت، ولله في خلقه شئون!
فقال عاشور بهدوء عجيب: جئتك لتدعو الناس إليه بنفسك فهم أجدر أن يسمعوا لك!
فصاح شيخ الحارة: أجننت يا عاشور؟! أتفهم أنت خيرا من الحكومة؟! - ولكن .
فقاطعه بحدة: حذار أن تعطل الأرزاق وتنشر الفوضى. - لقد رأيت الموت والحلم! - هذا هو الجنون بعينه! الموت لا يرى، ونصف الأحلام مصدرها إبليس! - إني رجل طيب يا معلم حميدو.
ألم تذهب يوما إلى البوظة لتنقذ أبناءك من امرأة، ثم وقعت أنت في هواها واستأثرت بها لنفسك؟
فقال بغضب: لقد أنقذتها من الشر، ثم إنني لا أبرئ نفسي من الذنوب.
فصاح شيخ الحارة: افعل بنفسك ما تشاء، ولكن لا تغرر به أحدا وإلا أبلغت عنك القسم!
37
هاجر عاشور في الفجر، وتحركت به الكارو نحو القبو كما تفعل في مواسم القرافة. تربعت فوق سطحها المترجرج. فلة محتضنة شمس الدين، أمامها بقجة مكتظة، وراءها أجولة من الفول السوداني وبلاليص من الليمون والزيتون المخلل، وزكائب من العيش المقدد. ولما خلصت العربة إلى الساحة استقبلتها تراتيل آخر الليل وهي تشدو:
جز آستان تو أم درجهان بناهي ينست
অজানা পৃষ্ঠা