فتمتمت حليمة تملصا من حرج الصمت: الحمد لله.
وطالعته بوجه مستطلع، فقال بهدوء: إني اليوم مدير أكبر فندق ببولاق!
ونظر نحو عاشور متسائلا في مرح: ما رأيك؟
فقال عاشور بصوت لا حياة فيه: عظيم! - إني أقرأ ما يدور بخاطرك!
فتساءل عاشور: أليس الأمر مثيرا؟ - ولكنه عادي جدا، ومختلف جدا عن مأساة المرحوم. - ذلك ما أتوقعه. - لقد عملت في الفندق خادما، ثم عملت كاتبا لمعرفتي القراءة والكتابة، ثم حصل استلطاف بيني وبين كريمة صاحب الفندق.
سكت مليا ليغرز أقواله إلى عمق معقول، ثم واصل: خفت أن أطلب يدها من أبيها فأخسر كل شيء. ولكن وافاه الأجل، تزوجنا، أصبحت مدير الفندق وصاحبه الفعلي.
وتمتمت الأم: ليكتب الله لك التوفيق.
فرنا إلى عاشور مليا، ثم تساءل: أخالجك شك في أقوالي؟
فقال عاشور بعجلة: كلا. - إن مأساة فائز لا تريد أن تمحى من ذاكرتك. - لا يمكن أن تمحى أبدا. - لقد سلكت طريقا آخر. - الحمد لله. - تصدقني؟ - نعم.
فقال باعتزاز: لدى إقبال الدنيا سرعان ما تذكرت أمي وأخي.
অজানা পৃষ্ঠা