412

فتمتمت حليمة تملصا من حرج الصمت: الحمد لله.

وطالعته بوجه مستطلع، فقال بهدوء: إني اليوم مدير أكبر فندق ببولاق!

ونظر نحو عاشور متسائلا في مرح: ما رأيك؟

فقال عاشور بصوت لا حياة فيه: عظيم! - إني أقرأ ما يدور بخاطرك!

فتساءل عاشور: أليس الأمر مثيرا؟ - ولكنه عادي جدا، ومختلف جدا عن مأساة المرحوم. - ذلك ما أتوقعه. - لقد عملت في الفندق خادما، ثم عملت كاتبا لمعرفتي القراءة والكتابة، ثم حصل استلطاف بيني وبين كريمة صاحب الفندق.

سكت مليا ليغرز أقواله إلى عمق معقول، ثم واصل: خفت أن أطلب يدها من أبيها فأخسر كل شيء. ولكن وافاه الأجل، تزوجنا، أصبحت مدير الفندق وصاحبه الفعلي.

وتمتمت الأم: ليكتب الله لك التوفيق.

فرنا إلى عاشور مليا، ثم تساءل: أخالجك شك في أقوالي؟

فقال عاشور بعجلة: كلا. - إن مأساة فائز لا تريد أن تمحى من ذاكرتك. - لا يمكن أن تمحى أبدا. - لقد سلكت طريقا آخر. - الحمد لله. - تصدقني؟ - نعم.

فقال باعتزاز: لدى إقبال الدنيا سرعان ما تذكرت أمي وأخي.

অজানা পৃষ্ঠা