ولكنه من شدة الانفعال صمت. امتلأ صدره العريض بالعنف والأسى.
34
نام ساعتين.
رأى في وسط الحارة الشيخ عفرة زيدان. هرع نحوه مجذوبا بالأشواق. كلما تقدم خطوة سبق الشيخ خطوتين. هكذا اخترقا الممر والقرافة نحو الخلاء والجبل. وناداه من أعماقه ولكن الصوت في حلقه انكتم.
واستيقظ في غاية من القهر.
وقال لنفسه أن ليس هذا لغير سبب. وفكر طويلا، وعندما نضح الشباك بلون الفجر تلقى عزمته، ونهض مرحا بعزمته. أيقظ فلة. بكى شمس الدين. غيرت لفته ودست برفق ثديها الثري في ثغره، ثم التفتت إلى الرجل تعنفه.
مسح على شعرها بحنان وقال: حلمت حلما مذهلا.
فقالت محتجة: لم أشبع من النوم.
فقال بجدية غير متوقعة: علينا أن نهجر الحارة بلا تردد.
فرمقته غير مصدقة، فعاد يقول: بلا تردد.
অজানা পৃষ্ঠা