383

وتساءل مرة أخرى في أسى: من ذا يحل لنا هذه الألغاز؟

وتنهد طويلا، ثم استطرد: إنهم يغلقون الأبواب لأننا غير أهل لأن تفتح في وجوهنا الأبواب!

وكان يجد ضياء في البدروم صاخبا بالغضب. ومرة قال ضياء: لولا أننا صرنا حرافيش ما تعرضت أمنا للإهانة!

فقال له عاشور: حرافيش أم وجهاء لا يهم، ستدرك الإهانة دائما من يتقبلها! - ماذا علينا أن نفعل؟

فصمت عاشور مليا، ثم تمتم: لا أدري يا أخي!

9

خافت حليمة عواقب الأفكار المحتدمة، فقالت ببساطة وصراحة: ما أصابني لا يعد إهانة في حارتنا!

وصممت على أن تجتاز بهما تلك المحنة ففكرت جادة في تزويجهما. لقد فقدت فائز وها هو الزمن يمضي مسرعا بلا أمل. سيبعث الزواج وثبات جديدة في هذه الحياة الراكدة. سيجعل منهما رجلين أكثر تعقلا، وأشد حذرا، وأبعد عن المغامرات الفاتكة. وسألتهما: ما رأيكما في بنت الحلال؟

ورحبا بارتياح. كانا فقيرين مكبوتين فرحبا. وقالت حليمة: ننتقل إلى بدروم أكبر يسعنا جميعا فهو للمعيشة أوفر.

ووقع اختيار المرأة على فتحية وشكرية ابنتي محمد العجل العلاف بحظيرة المعلم موسى الأعور. ولم يكن أحد منهما قد رأى فتاته، ولكنهما كانا يغليان بوقدة الشباب، ويتوثب خيالهما الجامح لمعانقة أي أنثى.

অজানা পৃষ্ঠা