300

وضعف بصرها حتى لم تعد ترى. ورغم ذلك تطلعت إلى لا شيء، وراحت تنادي قرة وعزيز، فارتعدت ألفت وشعرت بأن الموت اقتحم المخدع، وأنه ينتظر في ركن، وأنه أقوى الثلاثة حضورا. وتمتمت بنبرة باكية: ليرحمنا الله.

فقالت عزيزة: إني المعذبة أم المعذبين. أملي الأخير في ذي الجلال.

فهتفت ألفت: اللهم خفف عنها!

فقالت: أوصيك باثنتين!

فحملقت فيها باهتمام، فقالت العجوز: لا تعذبي حفيدة قرة.

وتنهدت بعمق، ثم قالت: لا تعذبي ابنة عزيز.‏

وجاءها الاحتضار، ثم فاضت روحها مجللة بالحب والنبل.

21

مضت ستة أشهر من عام الحداد. ‏ تمنت ألفت الدهشوري ألا ينتهي هذا العام أبدا، ولكنها أضمرت لوصية عزيزة كل إجلال. داعبها أمل في أن تتغير قمر نفسها، ولكنه أمل لم يتحقق.

واستدعى المعلم راضي أخاه جلال وقال له: أهنئك بالقبول.

অজানা পৃষ্ঠা